طلاب جامعة الفرات المهجرين: معاناة مادية وعلمية ومعنوية..!
تدمرت أغلب مباني جامعة الفرات أو أصيبت.. سرقت الأجهزة والمخابر وبيعت بأرخص الأثمان في الخارج والداخل.. لم تبق هناك جامعة في دير الزور والتي كانت تُسمّى جامعة الفرات.. تهدمت قصور الأحلام للطلاب وأسرهم.. وباتوا يبحثون عن الأمان ولقمة الخبز.. ومع ذلك لم يفقدوا الأمل.. ويريدون متابعة دراستهم رغم المعاناة الكبيرة..
معاناة طلاب جامعة الفرات سواء كانوا طلاب السنوات السابقة أم الطلاب الذين قبلوا بالمفاضلة الرسمية أو طلاب التعليم الموازي والتعليم المفتوح لا حدود لها.. ورغم أنه قدمت لهم بعض التسهيلات، كالسماح لهم بالدوام في محافظتي الرقة والحسكة وبتقديم امتحاناتهم في جامعات الوطن،إلاّ أنّه ما زال هناك الكثير من المعاناة.. ترهقهم وترهق أسرهم مادياً وفكرياً ومعنوياً وأحياناً كثيرة تمنعهم من متابعة دراستهم رغم إصرارهم على إكمالها..
ومن هذه المعاناة اضطرارهم لتقديم الامتحانات التكميلية دون توفر الكتب والمحاضرات، وتأخر صدور نتائج الامتحانات للآن لبعض الكليات كالانكليزي والفرنسي وعدم السماح لطلاب السنة الأولى بالانتقال إلى جامعةٍ أخرى مع اختلاف المناهج بين جامعة وأخرى.. بل بين دكتور وآخر في المحاضرات للمادة نفسها..
أمّا الأعباء المادية فحدث ولا حرج وخاصةً أنّ أغلب الأسر من المهجرين باتت لا تملك دخلاً إمّا نتيجة اعتمادهم على جهدهم ومصالحهم المهنية التي كانوا يعتمدون عليها أو انقطاع رواتبهم وتأخرها..فكيف يمكنهم من تسديد رسوم التعليم الموازي أو المفتوح لأبنائهم..وكذلك ثمن الكتب والمحاضرات.. وحتّى رسوم النقل..
أمّا المعاناة المعنوية فهي عدم الاستقرار وفقدان الأمان أثناء حلهم وترحالهم من الحواجز الأمنية وحواجز المسلحين فهم عرضةً للاعتقال أو الخطف..
لذا يطالب الطلاب وأهاليهم ونحن معهم بإعفائهم من رسوم التسجيل وخاصةً للتعليم الموازي والمفتوح لكون مبالغها كبيرة.. ألا يكفيهم أنهم خسروا منازلهم وجامعتهم وسرقت أحلامهم.. أليسوا هم أولى بأموال الشعب والوطن وامتلاكها من الفاسدين.. أليسوا هم أولى بها بدل أن يستخدموها في قمعهم وحرمانهم من حقوقهم ومنها حقّ التعلم.. والعيش بأمانٍ وكرامة.. ومن سرق جامعتهم ومنازلهم هو ليس لصاً فقط إنما مجرمٌ بحقهم وحقّ الشعب والوطن كائناً من كان..وكذلك إعلان النتائج في جامعات الوطن كافة، والتسجيل فيها بدل أن يضطروا للذهاب إلى الرقة والحسكة لمعرفة النتائج او التسجيل.. وهذا يخفف ولو نسبياً من معاناتهم ومعاناة أسرهم المهجرة..أمّا مسألة الحواجز فتحتاج إلى محاسبةٍ جدية للمسؤولين عنها من قوى القمع ووضع حدّ للممارسات الاستفزازية المتعمدة والتي تزيد التوتر والاحتقان..
إنّ تحقيق مطلب الطلاب والأهالي هو أقل ما يمكن ريثما تخرج سورية من أزمتها الوطنية بحلّ سياسي شامل يعيد الحقوق لأصحابها والأمور إلى نصابها..