استهتار واستفزاز للمواطنين أم ماذا..؟
مازال التعامل مع المواطنين وحاجاتهم ومعاناتهم يتم عبر التهديد والوعيد دون النظر والتقدير لظروفهم أو مراعاة لكرامتهم... وها هو السيد وزير الكهرباء طالعنا في آخر الإنشاد بتصريح عبر التلفزيون الرسمي مفاده أن الوزارة ستتعامل بشدة مع المواطنين الذين لا يسددون فواتير الكهرباء.. وستقطع التيار الكهربائي عنهم!..
هذا التصريح يستستهر بكل وضوح بمعاناة المواطنين الذين كانوا وما زالوا يشتكون من ارتفاع أسعار الكهرباء.. وسوء توزيع الشرائح.. والفواتير المرتفعة جداً نتيجة تلاعب المؤشرين وإهمالهم... والتقنين والانقاطاعات والأعطال الكثيرة.. والفساد الكبير لدى الجباة، حيث هناك آلاف الحالات في المحافظات... والشيء الذي زاد الطين بلةً أن هذه المعاناة ازدادت أضعافاً مضاعفة بسبب الأزمة التي تشهدها سورية، فمئات الآلاف تهجروا أو دمرت بيوتهم وخرجوا منها بالثياب التي يلبسونها فقط.
إذا كنا نؤكد ونشدد وندعو إلى ضرورة المحافظة على كل المنشآت الحيوية التي هي شريان أساسي ليس لحياة المواطنين فقط وإنما للاقتصاد الوطني.. وإذا كنا نشيد أيضاً بعمال الكهرباء والكادر الفني الذين سطروا بطولات وقدموا التضحيات والشهداء في سبيل إعادة الكهرباء للمواطنين بعد وأثناء الاشتباكات... فإننا لا نقبل تصريح السيد الوزير الذي يجب أن يقدر ظروف المواطنين ومعاناتهم.. ونطالب بإعفائهم.. وتوفير الكهرباء لهم بأسعار مخفضة.. وعلى السيد الوزير أن يحارب الهدر والفساد أولاً.. لا أن يستهتر بالمواطنين ومعاناتهم... وإلا يجب محاسبته أولاً...
وعلى سبيل المثال: ما مصير عشرات المزارع في درعا والتي قطعت عنها الكهرباء بسبب عدم تسديد المنطقة لنسبة 60% من التسديد؟ علماً أن أصحابها قد سددوا التزاماتهم ألا يشكل هذا ضرباً للأمن الغذائي؟.. وهل العقوبات الجماعية هي الحل؟ ألا يساهم هذا في رفع منسوب التوتر.. وأخيراً هل هذا التصرف عشوائي.. أم مقصود..؟!