مزارعو درعا تحت النار.. وخلف الحواجز!
تعتمد مدينة دمشق في تأمين الخضراوات وجزء كبير من الفواكه والإنتاج الزراعي على ما تنتجه محافظة درعا، والذي يغطي جزءاً هاماً من حاجات المواطنين في العاصمة وضواحيها، ومن المعروف أن المزارعين منذ بداية زراعة المحصول وحتى جنيه يعتمدون في ذلكعلى الاستلاف من المصارف أو من أشخاص ميسوري الحال في مناطقهم، إلى أن يتم بيع المحصول ويتم تسديد السلف، والجميع في البلاد بات مدركاً بأن مادة المازوت هي العصب الرئيسي للعمل الزراعي، وأن أي تأخر أو انقطاع فيها سينعكس على هذا القطاع، ويزيدفوراً من معاناة المزارعين الذين يعيشون الأزمات تلو الأزمات في الحصول على المازوت بأسعار تتجاوز الضعفين.
ولكن الجديد في معاناة المزارعين عموماً، ومزارعي درعا على وجه الخصوص.. هو صعوبة نقل المحصول إلى الأسواق في العاصمة.. والمناطق المحيطة بها.. والسبب هو منع السيارات التي تنقل الإنتاج من عبور الحواجز العسكرية، ما يؤدي إلى تلف المواد من جهة،ونشوب صراعات وخلافات بين المزارعين ومن قدم لهم السلف المالية، أو قدم لهم مستلزمات الإنتاج الزراعي من جهة ثانية، ناهيك عن تعرض حياة المزارعين لخطر الموت وتدمير محاصيل نتيجة الاشتباكات أو القصف في المناطق الزراعية.
إن زيادة أعباء المزارعين في درعا لن يضرهم وحدهم، وإنما سيزيد من أعباء سكان دمشق وضواحيها كذلك، ولذلك فإن على الساعين لحلحلة الأزمات في البلاد العمل اليوم ودون أي تأخير باتجاه تسهيل انتقال السلع المنتجة محلياً بين المحافظات، فإن عكس ذلك يعني زيادةخراب البلاد اقتصادياً واجتماعياً.. وربما سياسياً أيضاً.