مداخلة الجبهة الشعبية في مجلس الشعب ماهر حجار: يجب معالجة أسباب الأزمة...
بعد يومين من مناقشة البيان الوزاري عقد مجلس الشعب جلسة مخصصة لمناقشة برنامج عمل وزارة المصالحة الوطنية بتاريخ يوم الثلاثاء 24 تموز 2012.
وقد قدم د. علي حيدر وزير الدولة للمصالحة الوطنية تقريراً شاملاً عن البرنامج والآليات والمدد الزمنية لعمل وزارته، ثم أتاح رئيس المجلس المجال الواسع للنقاش والرد من الوزير وبشكل مختلف ومميز عن مجريات مناقشة البيان الوزاري.
وباسم كتلة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير قدم الرفيق ماهر حجار أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو المجلس مداخلة حول تقرير الوزارة نوردها كاملة:
«السيد رئيس المجلس الموقر
السادة الأعضاء المحترمون
في البداية كنت أتمنى من سيادة الوزير وبالتنسيق مع رئيس المجلس أن يُقدم لنا تقريره مكتوباً وقبل فترة كافية، حتى يتسنى لنا الاطلاع عليه بشكل كاف. وأتمنى أن يتم تجاوز ذلك مع الوزارات الأخرى.
ما تقدم به سيادة الوزير برنامج هام تضمن آليات وآجالاً زمنية هامة، وأعتقد أن هنالك جهداً كبيراً عملياً وعلمياً قام به سيادة الوزير توضح بشكل كاف في تقريره. ولذلك نؤيد برنامج الوزارة ولكننا نقول:
إن هذا البرنامج يمكن أن يلعب دوراً هاماً في المعالجة السريعة لمفرزات الأزمة ولكنه لا يعالج ولا يمكنه أن يعالج إزالة أسباب الأزمة التي ما زالت قائمة،فهذا يمكن أن يكون من عمل الحكومة مجتمعة وليس من عمل الوزارة.
نعم، أنا أتفق مع بعض الزملاء بأن هنالك مؤامرة وهنالك سبب خارجي. والسبب الخارجي لا يمكن أن يزول ونرفض أن يزول، فطالما السياسة العامة السورية تعمل على القطيعة مع المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة سيبقى السبب الخارجي قائماً.
إننا نرفض إزالة السبب الخارجي.
إن شعبنا يتشرف بالحقد الأمريكي – الصهيوني – الرجعي العربي على سورية، بل إننا في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وفي حزب الإرادة الشعبية نعد شعبنا السوري بالعمل على زيادة هذا الحقد الذي نتشرف به.
المطلوب منا أن نعالج الأسباب الداخلية للأزمة، ونعتقد أن أساس الأزمة الداخلي سياسي – اقتصادي، والجذر اقتصادي. وهو ناتج عن الظلم الاجتماعي الشديد الذي تعرضت له قطاعات واسعة من شعبنا، والذي أفرز حجماً كبيراً من الشرائح الاجتماعية المهمشة. ومن نافل القول ومن يعرف ألف باء السياسة يدرك أن هذه الشرائح الواسعة المهمشة تملك طاقة تدميرية هائلة ناتجة عن الفقر والجهل والبؤس.
سأجري مقارنة سريعة كمثال: سورية وإيران في محور مقاومة وممانعة واحد. لماذا عندما حدثت إشكالات في إيران حدثت عن طريق قوى البازار وفي الأحياء الغنية والذين دافعوا عن النهج المقاوم في إيران هم الفقراء وسكان الريف على العكس تماماً من سورية؟؟!! هذا السؤال أطرحه للتأمل.
لقد أدرك العدو هذه الطاقة التدميرية، واستطاع أن يوظفها بمهارة في مشروعه. بينما نحن ما زلنا قاصرين ليس على سحب هذه الطاقة التدميرية، بل عن التطرق إليها والتفكير بإزالة مسبباتها.
السيد الرئيس
السادة الأعضاء
ما أنتج هذه الأزمة هو فقدان العدالة الاجتماعية، هو الفقر والجوع والحرمان والبؤس.
كيف يمكننا أن نزيل جذر الأزمة ونسبة الأجور إلى الأرباح %25 بينما هي في الولايات المتحدة %60 أي أكثر عدالة اجتماعية بكثير مما هو لدينا؟؟.
هذا إن كان هنالك أجور. حجم البطالة في سورية مخيف. وهو في زيادة دائمة.كل عام يزداد عدد العاطلين عن العمل إلى حوالي ربع مليون.
كيف يمكننا إزالة جذر الأزمة دون معالجة مسألتي الفقر والبطالة؟؟.
كيف يمكننا إزالة جذر الأزمة ولا توجد تنمية جدية في سورية لعدم وجود نمو جدي أساساً؟؟
بالحلول العسكرية والأمنية فقط يمكن أن يتم القضاء على 10 مسلحين لينتج بدلاً عنهم 100 مسلح.
الحل في سورية لا يمكن أن يكون إلا جذرياً وشاملاً، ولا تستطيع وزارة المصالحة الوطنية أن تحقق إنجازات حقيقية إلا بقدر ما تفتح باقي الحكومة الطرق أمامها. ولا أقصد هنا مساعدات إجرائية من باقي الوزارات. بل بعمليات إصلاح حقيقي وجدي ليس أقلها وضع خطة نمو لا تقل عن %10 حتى نتمكن من إجراء تنمية شاملة تقضي على الفقر والبطالة المسببات الأساسية للأزمة.
أؤكد في نهاية مداخلتي على التعويضات الفورية للمتضرريين، وبأسرع وقت ممكن.
أخيراً سيادة رئيس المجلس
أتمنى من مقامكم الموقر وعبركم، نقل ارتياح أعضاء المجلس إلى رئيس الحكومة الذي وجه جميع الوزارات إلى وضع جدول زمني لأعمالها وفق ما تمت من مناقشات في هذا المجلس الكريم للبيان الوزاري.
وشكراً لحسن الإصغاء».