من أين يقبض «الديريون» رواتبهم؟!

من أين يقبض «الديريون» رواتبهم؟!

ربما تعتقد بعض الجهات أن ما قدمه أبناء دير الزور من شهداء وجرحى نتيجة التصعيد الأخير في القمع والعنف منذ أكثر من 40 يوماً لا يكفي، كما لا يكفي تدمير مدينتهم وبيوتهم التي تأويهم هم وأسرهم وأطفالهم، ولا حتى معاناتهم الكبيرة في المدن التي نزحوا إليها، بل يجب أن تزاد إلى أعبائهم أعباء أخرى ربما لن يكون آخرها التعقيدات الجغرافية والروتينية لاستلامهم رواتبهم الوظيفية!.

فقد أدت الظروف العصيبة التي تمر بها المحافظة على امتدادها إلى ظهور مشكلة قبض الرواتب، فمعظم المؤسسات مغلقة، ووصول الرواتب إلى دير الزور شبه ممنوع لشدة الاضطراب على الطريق إليها وفي داخلها، وصحيح أن بعض المحاسبين استطاعوا التوجه إلى مديني الرقة والحسكة لتسليم الرواتب للمعلمين هناك.. لكن المحاسبين لن يتمكنوا من الوصول إلى الموظفين الذين لجؤوا إلى دمشق وحلب ومحافظات أخرى، فكيف يمكن لهؤلاء الحصول على رواتبهم؟.. هل عليهم أن يذهبوا إلى الرقة والحسكة.. ودفع أجور نقل مضاعفة لأصحاب وسائل النقل الذين يستغلون الأوضاع؟ أم عليهم دفع الأتاوات بالدين على الحواجز ريثما يقبضون رواتبهم في مكان ما؟! ألم تمض سنوات على إقرار استخدام الصرافات الآلية لتسديد الرواتب؟!.. لماذا لم يتم العمل بهذا النظام في دير الزور؟!

يبدو على وجه التحديد أن مديرية التربية بدير الزور خارج تغطية الصرافات، فهي الجهة الأكثر تقصيراً في موضوع سداد الأجور، لقد كان الأحرى بوزارة التربية متابعة ذلك، أو على الأقل أن يكون لديها بيانات وآليات تسمح بتجاوز هذه الاستعصاءات في حالات الطوارئ والكوارث..

الدعوة هنا اليوم موجهة لجميع المؤسسات الرسمية التي توظف عمالاً ومعلمين في دير الزور، سارعوا بإيجاد حل لمعاناة الموظفين هناك.. فالمواطنون ليسوا بحاجة للمزيد من المصائب!