مزيد من نزيف الطلاب خارج الجسد التعليمي السوري
وجه الاتحاد الوطني لطلبة سورية- مكتب الفروع الخارجية، كتاباً إلى وزارة التعليم العالي يحمل الرقم 4792 تاريخ 9/10/2011، يبلغ فيه الوزارة بأن هناك عدداً ضخماً من الطلاب السوريين يندفعون للتسجيل في الجامعات اللبنانية، ما يعني أن مشكلة العام الدراسي الماضي والمواسم الدراسية الماضية عموماً سوف تتكرر أيضاً هذا العام، وسوف تواجه الطلاب من جديد، إذ قد يتعرض الطلبة الذين لم يظفروا بمقعد جامعي في سورية للمشكلات ذاتها التي طالما تعرضوا لها في لبنان وخاصة في العام الماضي، وعلى رأسها المعاناة من عدم النجاح، والتعدي الجسدي والمادي والمعنوي عليهم.
وبيّن الاتحاد أن هذا قد يؤدي «إلى استغلالهم لاتخاذ مواقف سياسية معادية لبلادهم، وتنظيم اعتصامات أمام السفارة السورية للمطالبة بالعودة إلى الجامعات السورية، وهذا ما حدث في العام الماضي، ما استدعى صدور القرار 355 عن مجلس التعليم العالي القاضي بنقلهم إلى جامعات القطر».
وتساءل الاتحاد: «لماذا لا نوفر للطالب السوري إمكانية التسجيل في الجامعات السورية ولا نقع كل عام بذات الأزمة، ولا سيما أن معاوني وزير التعليم العالي خلال لقائنا الأخير بهم في مبنى الاتحاد الوطني في سورية، أكدوا لنا أن العام الدراسي الحالي لن يكون فيه طلبة مسجلون في الجامعات الخارجية، وذلك بسبب قيام وزارة التعليم العالي بإجراء تخفيضات على رسوم نظام التعليم المفتوح والموازي، وكذلك على صعيد تخفيض معدل التقدم إلى الجامعات».
وأكد الكتاب أن أكثر من 1000 طالب جاؤوا إلى السفارة السورية في بيروت لتصديق أوراقهم، والتسجيل في جامعات لبنان حتى تاريخه، من جامعات خاصة وعامة، منوهاً أن الرقم مرشح للزيادة لأن بعض الجامعات لا تزال تفتح أبوابها للتسجيل فيها، مطالباً الوزارة بإيجاد حل للمشكلة التي تتفاقم يومياً.
فهل تعيد الوزارة النظر بأوضاع هؤلاء الطلاب، أم أن المشكلة لا بد أن تتكرر سنوياً؟ خاصة وأن المفاضلة هذه السنة كانت أكثر إجحافا من السنوات الماضية، بعد أن تم تثقيل معظم المواد حتى مواد الفرع الأدبي، مما يعني تعجيز الطلاب، وإقصاء الآلاف منهم خارج الاستيعاب الجامعي..
فماذا يمكن أن نكون قد استفدنا من الاهتمام بالشق التعليمي المزعوم إن كانت النتيجة تلك الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين ظلوا خارج استيعاب الجامعات السورية العامة والخاصة؟!.