الحامل في المالكية.. واللجنة الطبية في القامشلي!!
توجد في مدينة المالكية التي تبعد 100كم عن مدينة القامشلي مدارس ابتدائية وثانوية، تضم عدداً من المعلمات يتجاوز المائة، ولا تضم سوى طبيب واحد للصحة المدرسية، بالإضافة لمجموعة ضخمة من الأطباء المتعاقدين مع المشفى الوطني بالمالكية. إلا إن دائرة الصحة المدرسية بالحسكة أصدرت فرماناً بألا تعطى المعلمة الحامل إجازة أمومة، إلا بعد أن تذهب إلى القامشلي لعرضها على طبيبة الصحة المدرسية للتأكد من وجود الحمل!. والسؤال المثير الذي يطرح نفسه هو: هل يدرك من أصدر القرار تبعات سفر معلمة حامل في الشهر التاسع من مدينة المالكية أو اليعربية (المسافة 100كم) إلى اللجنة الطبية في القامشلي؟ ألا يعني ذلك تعريضها للإجها ض أو النزف، وهو أمر تدركه حتى (الدايات) فكيف بالطب الحديث؟. ألا يمكن لمديرية التربية التأكد من وجود الحمل بطريقة أكثر تهذيباً؟
إن المطلوب أن تحصل المعلمة الحامل على إجازتها حيث موقع عملها، إما بأن يكلف طبيب من اللجنة المخولة بالدوام ليوم واحد في الأسبوع لكل مستوصف مدرسي بعيد عن مكان دوام اللجنة الطبية (المالكية، اليعربية، الجوادية...)، أو تخويل طبيب المستوصف المدرسي الذي تتبع له المعلمة بمنح هذه الإجازات، فالأمر لا يحتاج إلى كل هذا التعقيد لتحصل المعلمة على حق منصوص لها في القانون. وإذا كان القصد ضبط التجاوزات فليس ذنب المعلمة أن مديرية التربية ودائرة الصحة المدرسية لاتثق بكادرها الطبي، ولابد من حل مناسب يراعي وضع المعلمات الصحي والاجتماعي.