يحدث في كراج السومرية
يضم كراج السومرية نحو (1500) سرفيس، تتوزع على خطوط الزبداني، بلودان، قطنا، خان الشيح، سعسع... إلخ، وعلى كل سائق في كل رحلة أن يدفع للجهة التنفيذية في الكراج مبلغاً قدرة (5) ل.س فقط لا غير، كنوع من الأتاوة.
السائقون يرون المبلغ المدفوع سخيفاً ولا يستحق الذكر، لذا يدفعونه برضى كامل، ذلك أن الدفع يعفي من (سين) و(جيم) حول أسماء الركاب ورخصة السوق وجاهزية المركبة، وما إلى ذلك من إرباكات قد تُفتعل بغاية الابتزاز... لكن حسبة بسيطة للمبالغ المدفوعة ستجعل الأمر يبدو مخيفاً، فلو افترضنا أن كل ميكروباص يقوم بخمس رحلات (أو سفرات بلغة الشوفيرية)، فالمطلوب دفعه هو مبلغ (25) ل.س في اليوم الواحد على الأقل، لكن بوجود
الـ(1500) سيارة يصبح المبلغ الذي يتقاضاه فارضو الأتاوة هو (37500) ل.س في اليوم الواحد. وإذا ما ضربنا هذا الرقم بـ(30) لمعرفة المبلغ خلال شهر سيكون الناتج هو (1125000) ل.س، وخلال سنة يصبح (13500000) ل.س، أي ثلاثة عشر مليوناً وخمسمائة ألف ليرة سورية!
أمام هذه الأرقام غير الصغيرة التي تتوزع على عناصر الجهة التنفيذية في الكراج تبدو الحالة الاستغلالية في أسوأ أشكالها وأكثرها بطشاً، كما لو أن رعاة الطرق والمرور هم أنفسهم قطاع طرق ومرور.
ولعل ربط المسألة بالحملة الحالية التي تقوم بها وزارة الداخلية ضد المخدرات وأصحاب السوابق والمطلوبين، يدعو إلى المطالبة بمد الحملة إلى هذا الكراج، وما يشبهه من مراكز قطع الطرق التي باتت منتشرة في طول البلاد وعرضها لمحاسبة المخالفين.