بيان الحكومة الجديدة.. «كأنك يا ابو زيد ما غزيت»
على مبدأ «كأنك يا ابو زيد ما غزيت» أتت المسودة النهائية لبيان الحكومة الجديدة، لتعلن صراحة التزامها بالخطة الخمسية الحادية عشرةـ كتوجه اقتصادي في الآجال المتوسطة والبعيدة المدى، والتي هي امتداد للنهج الاقتصادي القائم خلال الخطة الخمسية التي سبقتها،
والتي تسير في إطار اقتصاد السوق الاجتماعي كركيزة للتنمية الاقتصادية، متجاهلة عن قصد أن الازمة العاصفة التي تعيشها سورية اليوم، بجزء كبير منها نتاج واقع اقتصادي واجتماعي مذري ساهمت في إنتاجه الخطة الخمسية العاشرة بشكل أساسي، فما هي العبرة من التزام الحكومة بهذا الخطة الاقتصادية؟! وأين التغيير الذي جرى الحديث عنه في السياسة الحكومية بما يخدم الفقراء؟! والجميع يعلم أن الخطط الاقتصادية السابقة، وتحديداً الخمسية العاشرة وامتداداتها في الحادية عشر لم تخدم إلا مصلحة أصحاب رؤوس الأموال!..
لكل من تناسى نتائج تلك السياسات الاقتصادية السابقة نقول، إن ذلك النهج الاقتصادي عمق على أرض الواقع الفجوة الحاصلة في توزيع الدخل والثروة الوطنية بين السوريين لمصلحة الأثرياء طبعاً، ليزداد الأغنياء غناً والفقراء فقراً، وساهم هذا النهج أيضاً في إنهاء الدور الاقتصاد للدولة تاركاً البلاد للقطاع الخاص غير المتبلور، والذي لا يسعى للعب أي دور اجتماعي، بل كان الربح هاجسه، وهذا ما اضعف مقاومة الاقتصاد الوطني، وما نراه اليوم من ازمات متكررة ما هو إلا نتاج اقتصاد هش انهكته سياسات اقتصادية خاطئة لم تنصف الاقتصاد ولا أغلبية السوريين بل إنها لا تعبر إلا عن نهج اقتصادي خدم كبار أصحاب رؤوس الأموال، وسمح للفاسدين بتوظيف أموالهم غير الشرعية في الاقتصاد الوطني، وبما يحقق لهم الأرباح الكبيرة..