لقطة من سورية مواطن عادي جداًُ!
يجلس مواطن بهيئة بائسة في المقعد المعاكس بأحد السرافيس العاملة بين دمشق وريفها القريب.. ينطلق السرفيس، فتُسمع رنة كلاسيكية هي العلامة المسجلة لإحدى الشركات الشهيرة، فيُخرج هذا البائس جواله الرخيص بعصبية، ويفتح الخط، ولا يلبث أن يبدأ بإطلاق سيل من الشتائم بنبرة حادة ومرتفعة للمرأة المتصلة التي أدرك الركاب متأخرين أنها «كانت» زوجته، لاعناً جدّ جدها، وأباها، وأمها، وأخواتها الداشرات، وإخوتها القوادين، وتربيتها العاطلة،
وأخلاقها الرديئة، وأنهى صراخه برمي يمين الطلاق ثلاثاً وإغلاق الخط وسط دهشة كل من في السرفيس، ثم راح يتلفت حوله متذكراً السماء ببعض العبارات الساخطة.. لاعناً بما يشبه التمتمة «هالعيشة اللي بتهوّي» والنسوان والحكومة.. قبل أن يلقي باللائمة على الشيطان ويطلب إنزاله «عاليمين».. تاركاً صمتاً وغموضاً ووجوماً وفراغاً في الكرسي المعاكس.. المعاكس جداً..