ضوء أخضر لمحاربة (لقمة الشعب خط أحمر)

ضوء أخضر لمحاربة (لقمة الشعب خط أحمر)

بعد أن خطت أولى خطواتها وبدأت ترى النور استجابة لحاجة الناس إليها بتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية في الأحياء الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير السلمي والديمقراطي للجماهير وبشكل طوعي وتطوعي وبدلاً من أن تلقى الدعم المناسب من بداية طريقها، حوربت، وتحارب من الفاسدين ، الراشين و المرتشين في المجتمع والدولة. مفارقات القدر أصبحت هذه اللجان عدواً وهمياً واتهمت زوراً بأنها تمارس الفساد وبعد قليل سوف يحملونها مسؤولية الأزمات والاختناقات و عدم توفر المادة في السوق (السوداء)!!

بكل تأكيد عندما يقوم أصحاب الضمائر الحية أبناء الجماهير الشعبية بتأمين احتياجاتهم وضمان حقهم في تأمين مستلزماتهم تقوم قيامة المتضررين ناهبي أموالهم وحقوقهم وتبدأ محاربتهم و محاربة الناس الذين يعتبرهم هؤلاء الفاسدون مزرعتهم التي ينهبون منها منذ سنين ويوجهون إليهم الاتهامات والعبارات المسيئة التي هي صفاتهم بكل تأكيد.

قام أحد موزعي الغاز في منطقة« دمر» بمخاطبة الناس بعبارات سيئة قائلاً لهم الآن تأتون لعندي لأخذ الغاز بالسعر الأرخص و أنتم تأخذونها من هناك بالسعر الفلاني مشيراً إلى موزع سوق سوداء، وكأن موزع السوق السوداء نزلت عليه جرات الغاز من السماء أو أنه جلبها من النهر، مع العلم أنه هو من باعه إياها بفارق سعر حوالي 1500 ليرة لكل جرة. أما آن لهذا الفساد أن يتوقف أو بالأحرى أما آن لهذا الفساد أن يجد من يوقفه؟

لم يعد هم المواطن تأمين جرة غاز بدل الجرة الفارغة التي يملكها وأصبح همه الآن أن يقبل موزع الغاز أن يستلم هذه الجرة مع دفع ثمنها سلفاً ليصبح له اسم على دفترة الموزع ورقماً على قصاصة ورق اسمها (وصل) وبهذه الحالة صار له دور لحين اتصال الموزع به!!

وحين معرفة هذا الموزع أن من يطلب منه استلام الجرة الفارغة هو أحد أعضاء لجنة (لقمة الشعب خط أحمر) يبدأ الهجوم على هذه اللجنة معتبراً أن مهمة إيصال الغاز للناس هو موزع الغاز، و ليس غيره وأن هذا العمل يستطيع هو وأمثاله وحدهم فقط عمله وأن هذه المهنة تتطلب خبرة الخمسين عاماً التي قضاها بها لا خبرة ناس يدعي أنها ليست «شغلتهم»، ارتعب الفاسدون قبل أن يدوس أحد على قدمهم فما بالكم عندما شعروا أن قانوناً لمكافحة فسادهم فيما لو نفذ ستداس رقابهم...

الخطوة الأولى هي وضع هذا القانون ومن ثم تنفيذه كي لا يبقى حبراً على ورق وإيجاد الآلية الشعبية والحكومية لتنفيذه في جميع مرافق الحياة وليبدأ العمل مع من لهم المصلحة الحقيقية في ذلك، مع احترامنا لمن مازال ضميره حياً وهم موجودون في هذا الوطن.