نضال عمال (التريكو) بفترة الاحتلال العثماني والفرنسي!
بدأ العمل بإدخال الآلات التي تعمل بواسطة الماء والبخار إلى سورية واستيراد 8000 ماكينة إلى دمشق وحلب لصناعة التريكو والجوارب عام 1913، وكان وقتئذٍ يعمل في إنتاج التريكو المتمركز في دمشق وحلب ما يقارب 5-6 آلاف عامل أغلبهم من النساء اللواتي يعملن في المنازل، لتكون هذه بداية نشأة فئة عمال التريكو في سورية عشية الحرب العالمية الأولى.
لقد تأسست نقابة عمال التريكو في دمشق عام 1925 بمعزل عن أرباب العمل، بهدف المطالبة بثماني ساعات عمل يومياً، وبالضمان الاجتماعي، ووضع قانون للعمل لحماية العمال، وتم الترخيص لهذه النقابة استناداً إلى قانون الحرف العثماني من الحاكم الإداري في دمشق، بعد أن تم التصديق على نظامها الداخلي من البلدية.
وكان لتأسيس النقابة أثر هام؛ حيث أن هذا الحدث لم يأت من فراغ بل نتيجة عدة محاولات سابقة لم تنقطع منذ إعلان استقلال سورية في شهر آذار 1918، بعد الانتهاء من فترة الحكم العثماني.
وبعد تأسيس نقابة عمال الأنوال الآلية الحديثة، توحدت نقابة عمال الأنوال مع نقابة عمال التحضير للغزول في نقابة واحدة أطلق عليها اسم «نقابة عمال النسيج الآلي» وترأسها النقابي الشيوعي "حسين عاقو" وكان لهذا التوحيد أهمية كبرى، حيث أنه جمع عمال المعمل الواحد الذين كانوا ينتمون إلى عدة نقابات منفصلة، وبذلك فقد أصحاب العمل القدرة على المراوغة أثناء التفاوض التي كانوا كثيراً ما يلجؤون إليها لأضعاف وحدة الطبقة العاملة، ورمي الفتن في صفوفها مستغلين تعدد تنظيماتهم النقابية؛ وبهذا توحدت صفوفهم في نقابة واحدة أصبحت تضم عمال المعامل الكبيرة والصغيرة، ويقودها مكتب نقابي واحد ومن أشهر هذه النقابات التي اندمجت في النقابة الجديدة: (نقابة عمال الأنوال الحديثة، نقابة عمال التحضير للغزول، نقابة عمال النسيج الأغباني، نقابة عمال الجوارب، نقابة عمال نسيج التريكو).
منذ هذه الانطلاقة القوية اعتبرت نقابة عمال النسيج من أكبر وأقوى النقابات العمالية وأكثرها عدداً فيما بعد، حيث قادت نقابة عمال النسيج الكثير من الإضرابات، وحققت العديد من المكتسبات للعمال، وساعدت الكثير من العمال في فروع أخرى في نضالاتهم المطلبية والنقابية، ومن أهمها انتزاع زيادة الأجور عام 1937 وقانون العمل عام 1946.