الخدمات التعليمية غير المحققة.. أكبر
نمر محمد الذيب نمر محمد الذيب

الخدمات التعليمية غير المحققة.. أكبر

تعمل الدولة أو تسعى مشكورة لرفع سوية العمل التربوي من خلال ما تقدمه من خدمات في مجال التعليم، ولكن من هذه الخدمات ما تم تحقيقه ومنها ما تأخر أو لم يتحقق نهائياً. أما ما تأخر أو لم يتم تحقيقه، فهو- قياساً بما تحقق على الأرض- يشكل النسبة الأعظم، ما جعل الهموم والمصاعب تكبر على كل من تخصه هذه الخدمات من معلمين وإداريين وطلاب وموظفين.

الواقع المتردي للعمل التربوي يتراكم منذ عقود ومن أهم أوجه التردي أن بعض أبنية المدارس بحاجة إلى تأهيل، كذلك الأثاث والمفروشات والمقاعد التي معظمها يحتاج إلى إصلاح جذري أو تنسيق، وكذلك السبورات. فبعض المدارس انتقل فيها الطلاب من صفهم إلى غرفة أخرى لرداءة السبورة وعدم صلاحية الكتابة عليها، وفي بعض المدارس التدفئة مفقودة والمدافئ موضوعة كمنظر فقط دون مازوت، وكذلك عند دخولك لبعض المدارس تجد الأبواب والنوافذ مكسرة، هذا إذا وجدت الأبواب والنوافذ، يضاف إلى ذلك دورات المياه التي تفتقر إلى أدنى مقومات النظافة.

من جهة أخرى هناك من يشتكي من تأخر رواتب المعلمين والوكلاء والمكلفين، وزيادة عدد الطلاب في الصف الواحد، وجلوس ثلاثة أو أربعة في مقعد واحد، ووجود صفوف دون مدرسين، وتأخير صرف رواتب الحصص الإضافية للمعلمين والمدرسين، وتعيين المدرسين والمعلمين خارج محافظاتهم.. وغير ذلك من الأمور التي تزيد الأعباء والصعوبات المادية والمعنوية عليهم، ما يضطر بعضهم إلى الاعتذار عن السفر وبالتالي إضاعة فرصة التعيين، ونجاح كثير من المعلمين أو المدرسين بالمسابقات دون تعيين ما يساهم بفقدان الوسائل التعليمية المطلوبة للعمل بالمنهاج الجديد.

أما عن التفرغ الإداري فهناك معلمون ومعلمات صار لهم في الخدمة سنوات طوال قد تصل عند بعض المعلمين إلى خمس وعشرين وأحياناً ثلاثين سنة، ويطالبون بالتفرع لأسباب صحية أو عدم قدرة بسبب الخدمة الطويلة ولكن لا أحد يسمع أو يجيب، وللمفارقة العجيبة أن بعض المعلمين أو المعلمات التي لم يتجاوز خدمتهم عدة سنوات يحصلون على التفرغ الإداري في مجال الإدارة أو التوجيه أو أمانة السر بكل بساطة وسهولة؟.

يجب العمل بسرعة للوصول بخدمات العملية التربوية إلى المستوى المطلوب واللائق، فكلنا نعلم أنه إذا كان التعليم بخير فالمجتمع بخير، كما لابد من تأمين البنية التحتية ومستلزمات العملية التربوية من كوادر تدريسية مدربة ومؤهلة ومناهج دراسية تحقق النفع والفائدة للطلاب وتكسبهم الخبرة العلمية والعملية.