رغم تراجع السياحة وخدماتها.. المسؤولون مُصرّون على العكس
تتمتع سورية بمظاهر سياحية عديدة تسمح لها بالتألق عالمياً، ولكنها تعاني الأمرين من مخططي السياحة وجهابذتهم الذين تطفلوا عليها، إذ لا يوجد أي ترتيب سياحي لسورية لا على الصعيد العالمي ولا حتى على الصعيد العربي، وهذا أحد الدلائل على ضعف التزام المتخصصين بمسؤولياتهم، فمن حيث أسعار البرامج السياحية نجدها تتسم بالغلاء قياساً لدول مصنفة من أقوى الدول في السياحة مثل تركيا وتونس العربية التي تحتل مراكز متقدمة في برامج السياحة العالمية.
إن افتقار سورية للمنتجات السياحية يزيد بتراجع الرغبة لدى السياح، وكذلك فإن عدم توفير متطلبات الأسواق السياحية المختلفة من حجوزات طيران وتسهيلات وعدم فعالية الإعلانات المؤثرة والعروض التشجيعية يجعل من سورية سوقاً سياحيةً باردةً لا يأتيها إلا الكبار في السن.
يجب على وزارة السياحة أن تكف عن الكلام وتتجه نحو العمل فكفاها الحديث عن إنجازاتها الوهمية والتغني بمشاريعها ومخططاتها المستقبلية التي قد تنتهي أو لا تنتهي بعد /50/ عاماً، ومن ثم تأتي الاستجابة بعد /50/ عاماً أخرى. لذا عليها البدء بإنشاء بنية أساسية للمرفقات السياحية وتخديم المناطق الأثرية وطرقها فالأمثلة حاضرة وكثيرة على ذلك، ولو أردنا الحديث عن تدمر مثلاً فهي تعد المنطقة الأثرية الأبرز والأشهر في سورية، وتعاني من تدن واضح في الخدمات البلدية كرفع النفايات التي تنتشر في طرقها وهي تعتمد على أصحاب المحال أكثر من البلدية في رفعها، وهؤلاء يحاولون تجميل مدينتهم بعين السائح القادم إليها، ومن جهة أخرى لو دخلت متحفها ستجده غير مجهز بأجهزة مراقبة الحرارة والرطوبة لضمان القطع الأثرية والمحافظة عليها.
وهناك أيضاً مشكلة كبيرة تتمثل بنقص الخبرات في قطاع السياحة، فمثلاً تدخلت منظمة دولية لتغيير خط البولمانات المسافرة إلى منطقة الجزيرة التي كانت تمر من جانب أثار تدمر ما يؤدي إلى تلوثها وتلفها، فأين خبراء الوزارة المبجلة عن هذه الملاحظات البسيطة؟.
ناهيك عن تدني في خدمات النظافة الصحية ودورات المياه فعلى أغلب الطرق التي تؤدي إلى المناطق السياحية لا يوجد حمام واحد ليقضي السائح فيه حاجته وإن وجدت فهي توجد في الاستراحات التي هي عنوان النصب والابتزاز.
هذا بعيداً عن آثار العاصمة التي امتازت قديماً بينابيعها الغنية والعذبة وعن الساحل الذي يمتاز بغاباته الوارفة وعذوبة وسحر عيونه وانتعاش طقسه.. لكن قلة الاهتمام جعل من العاصمة مكاناً للضوضاء والتخلف ومن الساحل السوري مكبات للقمامة والنفايات السائلة والصلبة.