احتفال عيد العشاق ينتهي بالسجن
في خطوة لا سابق لها، قررت مجموعة من العائلات في مدينة إزرع التابعة لمحافظة درعا، الاحتفال بما يسمى عيد العشاق في إحدى صالات الأفراح، ليس ترفاً بل هرباً من ضغوط الحياة ورتابة الأيام التي تمر عليهم باردة وثقيلة، والتي أفسدت كل ما هو جميل في الحياة، ولم يبق فيها إلا الهم الأكبر الذي هو لقمة العيش.
وقبل أيام من اليوم الموعود عملت بعض النساء على تجهيز ما يلزم من الطعام الذي يجب أن يكون ملائماً للقدرة الاقتصادية للمواطنين، كي لا ترتفع معه الفاتورة.
تم توكيل إدارة الحفل غنائياً إلى شاب وشابة من العائلات المشترِكة، وفي يوم الثالث عشر من شباط، اليوم الموعود للاحتفال العظيم، وفي الساعة التاسعة مساءً، حيث مازالت العائلات المشاركة تتوافد إلى مكان الاحتفال، وإذ بقوى الأمن الجنائي، ودون سابق إنذار، تقتحم مكان الاحتفال وتلقي القبض على المغني والمغنية، قبل أن يغنيا، والشاب الذي يشرف على الحفل قبل أن يدير حفله، حارمة بذلك كل هذه العائلات من فسحة للخروج من واقعهم الاجتماعي والاقتصادي المرير، وكأنه مكتوب عليهم عدم الفرح، حسب المثل القائل (من غيَّر عادته قلت سعادته). وعند سؤال الضابط المرافق للقوى الجنائية عن السبب، أجاب قائلاً: إن هذا الحفل غير مرخَّص واكتفى بذلك!.
فهل تحتاج صالة مرخصة كصالة أفراح إلى ترخيص أخر على ترخيصها؟ وحتى إن كان هذا صحيحاً، فهل هذا جرمٌ يستحق أن يوضع الشابان والفتاة في السجن لخمسة أيام (حتى ساعة إعداد هذا الخبر)؟ إذ أنه حتى كتابة هذه الكلمات مازالوا موقوفين بسبب الجهل بضرورة الترخيص! ألا يكفي الإنذار أو الغرامة المالية؟ أو أي إجراء أخر دون رميهم في السجن دون ذنب؟ أم أن جريمة الفقراء أن يفكروا في يوم فرح؟!