يقولون ما لا يفعلون
في جولات مكوكية بين قرى وبلدات محافظة درعا يستعرض محافظ درعا الخدمات الظاهرة التي تقدمها القطاعات الخدمية في المحافظة، ويتباهى بحجم الطرق المنفذة، والصرف الصحي، والتربية، والري، والإنتاج الزراعي، مع العلم أن كل تلك الإنجازات تمت على يد أصحاب الدخل المحدود والفلاحين الذي يبذلون العرق والدم من أجل رفعة المحافظة والحفاظ على إنتاجها ومكتسباتها،
ومع ذلك فقد أغفل أو تناسى ذكر القضايا الأساسية في الصورة السوداء في المحافظة:
1ـ لم يتحدث عن المدرِّسين الاختصاصيين الذين تحتاجهم عملية تربية وتعليم أبناء هذا الجيل، ولكنهم تفرغوا لأعمال إدارية، وبقي الطلاب محرومين من خبراتهم.
2ـ لم يتحدث عن الآبار التي كانت تروي الناس والزراعة، وأُغلِقت بسبب التنفيذ السيئ للصرف الصحي.
3ـ لم يتحدث عن انتشارِ حديثِ للسكن العشوائي، وسوء المخططات التنظيمية، والطرقات التي شُقَّت لتدمِّر معالم أثرية هامة، ولم يتحدث عن أكوام القمامة المنتشرة على أطراف المدن وفي الأراضي الزراعية.
4ـ أغفل عمداً ذكر رفع الدعم عن المازوت، الذي أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج الزراعي، ولم يتحدث عن تكديس الأسمدة في المستودعات وعدم إقبال الفلاحين على شرائها بسبب الارتفاع الجائر في أسعارها.
5ـ يتحدث دائماً عن القطاع الصحي والتطور الكبير في منشآته، والسبق في بناء مركز طب الأسرة، ولكن ما نفع هذا والمواطنون يموتون يومياً في مشافي الدولة ومستوصفاتها، بسبب الإهمال وتعطل الأجهزة ونقص الكوادر؟!
هذ جزء من الصورة الحقيقية تعيشها محافظة درعا، ونتمنى معالجة كل هذه الظواهر للوصول إلى الصورة الجميلة التي يتغنى بها المسؤولون، حقيقةً وليس تجمُّلاً.