في السويداء: وعود المسؤولين «طيّارة».. كالغاز!
لا شيء جديد، سوف تقف متعباً وغاضباً تركّز النظر بين كل تلك العيون على هدفك الأزرق الثمين وتتذكّر بيتك البارد، أبناءك، المدفأة الأقرب إلى «صمدية» سوداء كئيبة، سوف تتذكر كل ذلك وتنتظر، حليفك الوحيد صبرك، وتنتظر دورك لتنال مكافأة الصبر المرير؛ جرة غاز وحلم بدفء شهي!.
يتكرر المشهد ليصبح موضة أو تقليداً شعبياً، يتدافع المواطنون تارة أمام محطة محروقات لتعبئة غالون من المازوت لن يحلموا بأكثر منه لزمن ليس بالقليل، وتارة أخرى للظفر بأسطوانة غاز من مركز توزيع أو شركة التوزيع العامة في المحافظة.
منذ بداية هذا الشتاء بدت أزمة الغاز أكثر وضوحاً مع اشتداد البرد وتفاقم أزمة المازوت المنتشرة في كل المحافظات ومنها محافظة السويداء، والتي وبالرغم من قلة عدد سكانها إلا أن ذلك لم ينج المواطنين فيها من معارك الانتظار اليومية، فمعتمدو التوزيع لا تتوفر لديهم مادة الغاز إلا نادراً حتى أصبح وجود سيارة للتوزيع في حي ما هي أشبه بالهلوسة، ومامن خيار إلا التوجه إلى مراكز التوزيع العامة لأن المسؤولين أكدوا وجزموا بل ووعدوا بأن تصبح المادة متوافرة و«بوفرة»، فذهب «الإخوة» المواطنون إلى مراكز التوزيع، وقفوا وانتظروا وتشاجروا وتعاونوا على الصبر والحسرة وعادوا ادراجهم خائبين.
الأزمة واقعية وكل الوعود والكلام الجميل لن يخففوا البرد في غرفة من بيتنا البارد!.
المهندس معذى سليقة مدير فرع المحروقات في السويداء أكدَّ في تصريح صحفي أن أزمة الغاز في المحافظة سوف تحل خلال أسبوع على أكثر تقدير، وقد علل المهندس سليقة وجود أزمة الغاز بأن غياب المادة الأولى للتدفئة - المازوت - هو ما سبب تلك الأزمة، وأيضاً اعتبر تحول عدد كبير من سيارات النقل إلى الغاز وميل أغلبية الأفراد إلى تخزينالمادة من الأسباب الرئيسية في وجود الأزمة.
معمل التعبئة يعمل بورديتنين والطاقة الإنتاجية رُفعَت إلى أكثر من الضعف وحتى أيام السبت والجمعة وأيام العطل لايتوقف العمل، هذا ما اتخذته الجهات المسؤولة من إجراءات لاحتواء الأزمة..
سوف ننتظر إذاً وعوداً جديدة، سوف نبرد أكثر قليلاً، سنشعر بأننا نحن «الإخوة المواطنون» على هامش أولويات حكومتنا التي مافتئت تتفاجأ بالشتاء أو بالبرد أو بالطلب على المازوت.. أو بهجرة طيور السنونو، مثلاً!...