في المعاناة.. لا شكّ أننا كلنا سوريون
كثيرة هي القواسم والهموم المشتركة التي تجمع السوريين وتوحد انتماءهم، تماماً بقدر ما هي نادرة تلك التي تفرق بينهم وتشتت وحدة صفّهم، فعدا عن كونهم أصحاب وطن وتاريخ وأمجاد مشتركة، تراهم يتقاسمون فيما بينهم الكثير من أصناف المعاناة التي قد لا تعرفها أحياناً الشعوب الأخرى كما يعرفها أبناء سورية العظيمة..
ففي هذه الأيام تحديداً، تكاد سحابة أزمة المازوت تعلو جميع البيوت في البلاد وتخنقها فتتركها باردة، لتساهم بشكل أو بآخر في زيادة قتامة المشهد المشترك بين جميع المواطنين على اختلاف وظائفهم وعدد زوجاتهم وأبنائهم وليراتهم، وهو المشهد الآخذ بالاسوداد يوماً بعد يوم بتأثير عوامل عدة؛ داخلية وخارجية، بل و«دا/رجية» أيضاً.. فهل يختلف سوريّان فيهذا؟!
وكذلك الأمر في معضلة جرار الغاز التي لم تعد حكراً على بيت دون آخر، اللهم إلاّ تلك البيوت التي تتزاحم الحصة الأكبر من الثروة الوطنية في جيوب قاطنيها من أكابر وبكوات وفاسدين جدد وقدامى، وأحلى ما في الأمر أن جميع السوريين على اختلاف مواقفهم السياسية متفقون على ذلك، ولكن أكثرهم ربما لا يعلمون!.
الرغبة بالخلاص من الأزمة الراهنة لما فيه خير البلاد وسلامة أبنائها، أيضاً هي قاسم مشترك بين جميع السوريين، بغض النظر عن الطريق التي يرونها كفيلة بتحقيق ذلك بطبيعة الحال.
من عامودا للجولان وحوران، ومن طرطوس للبوكمال والقامشلي، يشترك كثير من السوريين بمعاناة أزمة البطالة، والسكن، والمواصلات، وربما ارتفاع مستويات التلوث أيضاً..
السوريون أخوة في الوطن، أخوة في المصير.. وهم بكل تأكيد أخوة في الهموم المعاشية من أصغرها إلى أكبرها، ولكن لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، تماماً كما لا يستوي الذين يعملون لتكريس ما يجمع والذين يعملون لتكريس ما يفرّق!.