معلمو دير الزور بين براثن التأمين الصحي الخاص.. والصيادلة!

معلمو دير الزور بين براثن التأمين الصحي الخاص.. والصيادلة!

كان الاستثمار الوهمي على حساب مصالح الشعب والوطن وخاصة الاستثمار المالي.. أحد إنجازات الحكومة العطرية الدردرية الليبرالية السابقة سيئة الصيت والسمعة والتي دمرت البلاد وأهلكت العباد.. ومن أصناف هذا الاستثمار كانت شركات التأمين التي انتشرت والتي تبحث عن الربح السريع والاستغلال بعيداً عنالاستثمار الإنتاجي الحقيقي.. وحتى على حساب المواطنين.

لقد تعاقدت وزارة التربية في الحكومة السابقة، ودون علم نقابة المعلمين أو موافقتها، مع شركة غلوب ميد للتأمين الصحي بشروط مجحفة بحق العاملين بالتربية والمعلمين، حيث حرم أبناؤهم وأسرهم من التشميل بالتأمين، ناهيك عن حرمان المعلم الذي يكدح ويتعب من أجلهم ومن أجل بناء الأجيال، كما أن ذلك حرم شركةالتأمين الوطنية السورية من النفع وهي الأحق بذلك..

ورغم ذلك يجري الاحتيال والتلاعب حتى على هذه الشروط المجحفة..!

ومعاناة المتعاملين مع الشركة من العاملين والمعلمين وحتى الصيادلة كبيرة، وفيها من الاستغلال والإذلال الشيء الكثير..

فالمعلم المريض والمحتاج لعمل جراحي أو لوصفة طبية ليصرفها لدى الصيدلي، مشكوك فيه مسبقاً، فلا تتم الموافقة على العمل الجراحي ولا تصرف الوصفة إلا بعد الحصول على موافقة الشركة من دمشق، والتي تتأخر لساعات طويلة وربما يوماً كاملاً من الانتظار والمذلة.. كما أنه على الصيدلي تفريغ ظروف الدواءوإعادة العلب الفارغة إلى الشركة.

كما أن الشركة لا توافق على أصناف من الأدوية ذات الفعالية والسعر العالي لتحقق مزيداً من الأرباح على حساب صحة المريض، وكذلك بعض العمليات الجراحية التي تعتبرها تجميلية، وبعض الأدوية لا تصرف كاملة وإنما جزئية، أي ظرف واحد، بينما الجرعة التي يقررها الطبيب هي بالأساس لابد أن تكون كاملة...

وبعض الصيدليات تصرف أدوية مشابهة أدنى سعراً وأقل فاعلية، لعدم توفر الصنف لديها، فلا يجد المعلم بدّاً من أخذها بدل أن يدخل في دوامة البحث في الصيدليات الأخرى.. وتحاسب الصيدلية الشركة على الأدوية المكتوبة في الوصفة وهذا على حساب صحة المعلم المريض..

أما الصيادلة فقد تخلى العديد منهم عن التعامل مع الشركة لعدم تسديدها ثمن الأدوية المصروفة مباشرة وإنما تستمر لفترات طويلة تمتد لأشهر أربعة وأكثر.. فقد بلغت ديون أحد الصيادلة على الشركة أربعة ملايين ليرة على مدى أربعة اشهر وكما قال لـ«قاسيون»: هذا يتيح للشركة توظيف هذه الأموال بفوائد لتحقق أيضاًمزيداً من الأرباح»، وهذا أيضاً على حساب صحة ووقت المعلم المريض..

هذا بعض معاناة المعلمين التي تمر دون محاسبة والذين باتوا في ظل الغلاء والاستثمار سلعة يتاجر بها المسؤولون الليبراليون والفاسدون مع قوى المال التي تسعى للربح أولاً وأخيراً.. والحل الأمثل هو تأميم القطاع الصحي والضمان الصحي كاملاً لكل العاملين والكادحين وأسرهم..