البوكمال: صيدليات غير مرخصة وأدوية منتهية الصلاحية
مدينة البوكمال من أوائل المدن التي خرجت عن سيطرة الدولة وهيمن عليها المسلحون من الأطراف كافة التكفيرية وغير التكفيرية..ومنذ خروجها باتت هي وسكانها تحت رحمتهم وازدادت معاناة المواطنين أضعافاً فوق التهميش الذي كان سائداً من قبل الدولة..
نتيجة غياب الدولة والقانون وانهيار القيم والأخلاق امتلأت المدينة وأريافها بمستودعات أدوية وصيدليات غير مرخصة وبائعين فيها لا يحسنون فك الحرف وكما يقول الأهالي صار بين الصيدلية والأخرى صيدلية نتيجة كثرتها، لما يحققه أصحابها من أرباحٍ كبيرة وخاصةً بعد تفاقم الوضع الصحي وتراجعه وعودة العديد من الأمراض المنقرضة وظهور أمراض جديدة بسبب التقطير البدائي للنفط وما ينتج عنه من تلوث بيئي انعكست آثاره على الإنسان والحيوان والنبات والتربة والمياه وحتى الحجر..!
أدوية فاسدة
تباع في هذه الصيدليات أدوية مهربة غير مرخصة من الدول المجاورة كالعراق وتركيا وكذلك أدوية منتهية الصلاحية أو ذات فعالية ضعيفة لعدم وجود رقيبٍ أو حسيب وقيمٍ أخلاقٍ وضمير..وتباع هذه الأدوية بأسعار عالية ولا ضابط لها فيصل الفرق بين سعر الدواء بين صيدلية وأخرى أكثر من مائة ليرة..بل أنّ البعض بات يتاجر حتى بالأدوية التي يقدمها الهلال الأحمر والإغاثة..!
رشحٌ في الصيف..؟
رغم أن فصل الشتاء لم تنته دورته الشمسية إلاّ أن البوكمال والمنطقة الشرقية عموما يكون فيها فصل الشتاء قصيراً والربيع لا يكاد يمر إلاّ أياماً معدودات..وجاءت عوامل التصحر وتقطير النفط البدائي لتزيد من ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة..
فإن الجو في البوكمال الآن جو صيفي لكن ما يثير الاستغراب هو انتشار مرض الزكام والرشح حيث يشكل جائحة تجتاح المنطقة وانعكاساته ومضاعفاته على الأمراض الأخرى كبيرة وخاصةً الأمراض الصدرية والقلبية مما يهدد حياة المواطنين عموماً..
بين وهم الإسقاط والحسم
لا شك أن جشع وجهل البائعين في الصيدليات بالأدوية ووجود أدوية غير مرخصة أو منتهية الصلاحية أو قليلة الفاعلية مع الظروف البيئة وعودة الأمراض المنقرضة وانتشارها مع نقص التغذية وسوئها يهدد بإبادة جماعية للسكان في البوكمال خاصةً ومحافظة دير الزور والمنطقة الشرقية عموماً..
وبات ذلك يتطلب حلولاً سريعة وحتى إغاثة دولية علماً أن غالبية السكان يريدون حلاً سياسياً وخلاصاً من الأزمة المستمرة والمتفاقمة منذ ثلاث سنوات وتستنكر مواقف المتشددين في المعارضة والنظام وأوهامهم في الإسقاط والحسم .