لا يموت حق : اضبطوا كاتب المحكمة
في الواقع العملي إن حفظ سر المحكمة هو إحدى المهمات الملقاة على عاتق كاتب المحكمة والذي يستطيع الرفع من شأن المحكمة كما يساهم في علو مكانتها وحسن سمعتها من خلال التحلي بالآداب والأخلاق والفضائل والتقيد بقوانين أصول المحاكمات
وبقيامه بتعليق جدول الجلسات في لوحة الإعلانات من أول أيام الأسبوع حتى آخره وأيضا بحسن الخط الذي يدون فيه محضر الجلسة وتدوين كل ما يُؤمر بكتابته على لسان القاضي من مرافعات الخصوم وأدلة الإثبات والدفاع وإعطاء المواعيد الجديدة للخصوم وتنفيذ قرارات المحكمة فيما يتعلق بتمكين الخصوم من محاضر الجلسات والمرافعات المقدمة بالجلسة هذا بالإضافة إلى ترقيم المحاضر وعدم ابتزاز المتقاضين تحت مسميات هم يعرفونها. ونحن عندما نتحدث عن السلوك السيئ لبعض كتاب المحاكم فلا ننسى أن نشيد بالسلوك الحسن للبعض الآخر على قلته وندرته .أما السيئون فهم كارثة حقيقية على المجتمع وقبل أن يسيئوا إلى أنفسهم فإنهم يسيئون إلى سمعة القضاة والمحكمة ويتسببون في عرقلة سير العدالة والقضاء أحيانا بل ويبتزون بعض أصحاب القضايا باسم القُضاة النزيهين الشرفاء وبعض القضاة ينبهون المتقاضين إلى مثل ذلك ومع هذا فإن عيوب بعض الكتّاب عديدة وأخطاءهم كثيرة وأعمالهم معيبة جداً. ولا شك أن القاضي هو صاحب القول الفصل وهو الرقيب على أعمال كاتبه وأعتقد أن القاضي بقدر ما يملك من شخصية قوية بقدر ما يكون كاتب المحكمة ملتزما بأعماله ومؤدياً لواجباته ومطبقاً للقانون وأحياناً نرى أن الكاتب ينتحل شخصية القاضي ويوجه أسئلة للخصوم ويعطي مواعيد للجلسات بالمزاج فيقرب جلسة من يريد ويبعد جلسة من يريد وكل ذلك على حسب مقدار الفلوس التي تُعطَى إليه كما أن بعض المتقاضين ينخدعون فيظنون أن الكاتب هو القاضي ومن يأخذ الموعد من القاضي دون التأكد من الكاتب أو الرجوع إليه سيجد نفسه ضائعاً تائهاً ويأتي مع محاميه يوم الموعد والاسم غير موجود في الجدول هذا إذا تأكد من بداية الجلسات أما إذا انتظر في القاعة حتى يُنادَى به فسيظل حتى تُرفع الجلسات دون أن يُنادَى باسمه فيكون المتقاضي قد ضيع وقته وضيع ماله الذي صرفه في يوم الجلسة لنفسه ولمحاميه، تُرَى من يتحمل الوزر والذنب سوى كاتب المحكمة ولا حول ولا قوة إلا بالله !.