برسم التعليم العالي: سماسرة وممارسات «بلطجية» في جامعة حلب
لطالما كان لجامعة حلب مركزها بين الجامعات السورية من حيث كوادرها العلمية ومعدلاتها السنوية وعدد الطلبة الملتحقين فيها، إلا أنها كغيرها من الجامعات تعاني مؤخراً الكثير من المشاكل والمعوقات خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر فيها البلاد، ولكن ما ليس مبرراً أن تُمارس بحق الطلاب بعض الممارسات والتجاوزات المهينة غير المبررة إدارياً وقانونياً وأخلاقياً.
وردت لـ«قاسيون» مؤخراً عدة شكاوى من طلاب جامعة حلب تناولت واقع الدراسة والتدريس ومعاملة بعض الدكاترة وتواطؤهم مع مكتبات تصوير المحاضرات والملخصات والإجراءات التعسفية والتجاوزات المرتكبة بحقهم. وتضمن جملة من الوقائع التي تجري في الجامعة:
النجاح والإجراءات التعسفية
«هديل» طالبة في كلية الآداب تقول في شكواها: «يفرض على كل دكتور نسب معينة في النجاح لا يمكن الخروج عنها، ما يعرضنا للرسوب لوقوعنا تحت رحمتها، وهو أمر اعترف به أحد الدكاترة على الملأ، إضافة إلى تحول بعض مواد السنوات الأخيرة لكابوس يوقف أنفاسنا لأنها خاضعة لمزاجية الدكتور المدرس لها، تصل إلى حد وضع ورقة امتحانية مكونة من سؤالين فقط ليحبط أي أمل في الخلاص من هذه المواد».
وتابعت الطالبة حديثها «لا ينتهي الوضع عند هذا الحد حيث يتعامل بعض الدكاترة مع المكتبات على طبع مقررات لموادهم تصل لمبلغ 300 ل.س لقاء نسبة من الأرباح، دون نسيان المحاضرات التي ارتفعت أسعارها بسبب غلاء الورق والحبر، ما أثقل كاهل الطلبة الذين يعيشون الأزمة بكافة أشكالها، وتزيد عليها مسألة التحصيل العلمي الذي بات للكثيرين هماً يحتاج لكثير من النظر قبل التورط فيه».
ممارسات غير مبررة
في حين تحدث «محمد»، الطالب في كلية الحقوق، عن الممارسات والتجاوزات التي يعانونها في كلية الحقوق قائلاً: «في أول أيام الامتحان بتاريخ 14\1\2014 انطلق طلاب السنة الأولى في كلية الحقوق لتقديم امتحاناتهم، موزعين على قاعاتهم إيذاناً ببدئه، وما إن تم توزيع الأسئلة على الطلبة حتى دخل عميد كلية الحقوق، وتوجه إلى أحد الطلاب متهماً إياه بمحاولة الغش، وقام بسحب بطاقته الجامعية وأيضاً لزميلين له مطلقاً أعيرة لسانه قائلاً: «أنتو...»!!؟. وخرج غاضباً دون أن يصغي لمحاولة الطلبة في دفع التهمة عنا. تفاقم الوضع بتحوله لقاعة أخرى صابّاً جام غضبه، وراكلاً المقاعد والكراسي، مكرراً سيل الشتائم والسباب واصفاً إياهم (بالحيو...)، وسط ذهول المراقبين والطلاب عن سبب هذه الهستيريا غير المبررة».
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد حيث روى أحد الطلبة قيام عميد الكلية بسحب أحد الطلبة من قاعة الامتحان إلى مكتبه بتهمة إخفاء جهاز خليوي في ملابسه، وأجبره على خلعها وإبقائه على الملابس الداخلية فقط!! ، دون أن تظهر أداة الجريمة، ما أصاب الطالب بحالة من الصدمة لما شعر به من إهانة لا تصدق. هو موقف لم يردع العميد عن التمادي وتصعيد المواقف، حيث قام في اليوم التالي بتوجيه التهديد والوعيد لأي طالب يقوم بأي محاولة غش قائلاً «اسألوا عني طلاب غيركن كيف شلحتن تيابهن»!!.
وما تقدم أعلاه من ممارسات وتجاوزات وإجراءات مرتكبة في جامعة حلب برسم وزير التعليم العالي: فمن المعروف أن هناك أساليب «عقابية» تردع محاولات الغش إن وجدت دون ممارسة هذه السلوكيات التي لا تليق بالوسط الجامعي كادراً تدريسياً وطلبة.