حلب ودير الزور في الحصار والمَعبَر والمِعبَار!؟

حلب ودير الزور في الحصار والمَعبَر والمِعبَار!؟

المعبر شارع يفصل ما بين حلب الشرقية والغربية ويسيطر عليه النظام من الجهة الغربية والمسلحون من الجهة الشرقية.. وفيه منطقة للعبور منه بين المنطقتين تُسمّى «المعبر»..

المَعبَر..

والطرفان يضيقان الخناق على المواطنين الذين يريدون الانتقال من هذا الطرف إلى ذاك وبالعكس إمّا بالتفتيش على الهويات والانتماءات والمنع إلى حد القتل والقنص ناهيك عن الإهانات والإذلال المتعمد والتشبيح والتشليح والسرقة وقضاء الساعات الطوال في الانتظار والتنقل سيراً على الأقدام وخاصةً النساء والشيوخ والأطفال..
وترى الرجال والشباب منهم يساعدون بعضهم في حفظ آياتٍ قرآنية وأحاديث وأوقات الصلاة وغيرها من الأمور الدينية خشية أن يدفعوا حياتهم ثمناً لسؤال باسم الدين والإله ويضاف إلى ذلك منع دخول وخروج المواد الغذائية ليموت الناس جوعاً وبرداً ورعباً.. أما الذين لا يريدون ترك منازلهم لعدم قدرتهم المادية ولا وجود لمكانٍ آخر يؤويهم فهم عرضة للموت.. هذا في إطار الحصار المفروض على حلب.

المِعبَار..

المِعبَار منطقة على ضفة نهر الفرات اليمنى، والتي تسمى الشامية، ينتقل منها أهالي دير الزور المحاصرون إلى الضفة الثانية والتي تسمى الجزيرة ليتاح لهم المغادرة إلى الريف الشرقي والغربي ومنهما إلى المحافظات الأخرى كالرقة والحسكة لأن كل طرقات الشامية تحت سيطرة المسلحين، وإلى دمشق قبل أن يغلق طريقها منذ أكثر من شهر بسبب توسيع دائرة الحصار المفروض على المدينة.
الضفة اليمنى يسيطر عليها النظام ومن يدخل إليها أو يغادر منها مهدد أولاً بالاعتقال لأتفه الأسباب كوشاية أو هوية واشتباه باسم وغيرها.. فمن يريد مراجعة دوائر الدولة أو الجامعة أو قبض راتبه من المعلمين والعاملين وكذلك من قبل المسلحين على الضفة الأخرى الذين يتهمونه بالخيانة والعواينية وربما يذهب ضحية للأسباب ذاتها أو معتقلاً لا تعرف عنه أسرته شيئاً.
أما إدخال مواد غذائية أو مواد تدفئة أو حليب أطفال حتى ولو كان بكميات قليلة جداً تكفي ليومٍ أو أيام لاستهلاك أسرة فتلك من المستحيلات، حتى ولو ربطة خبز، فإما تسكب وتلقى في الأرض أو تلقى في النهر حيث يعتبرون أنّ السمك أحقّ من هؤلاء الخونة الكفار، فالتكفير هو أبسط التهم الني يمكن توجيهها، وقس على ذلك.. عدا القصف والقنص والخطف.. وما شابهها هنا وهناك.

قصصٌ وحكايات..

قصصٌ وحكاياتٌ كثيرة يرويها المواطنون.. لم ترد في حكايات شهرزاد ألف ليلةٍ وليلة أو ما شابهها في العالم، ولم يتصورها خيالٌ يوماً ما، أصبحت واقعاً يومياً مؤلماً وفي اليوم يموت المواطن عدة مرات. وبات المواطنون يشعرون أنهم يعيشون في غابة وما يقع عليهم يفوق شريعتها بعد أن أعادوهم إلى ما يشبه العصور الحجرية وإلى الوحشية الأولى.. هؤلاء يفعلون ذلك باسم التطهير ومحاربة الإرهاب والمؤامرة.. وهؤلاء باسم التحرير والثورة..!!