مخيم اليرموك.. ماذا بعد!
تتواتر الأنباء عن الحالة الإنسانية الكارثية التي وصلت إليها أوضاع من تبقى من القاطنين في مخيم اليرموك، حيث يحصد الجوع والبرد وفقدان الأدوية أرواح الأبرياء يومياً، ويهدد حياة الباقين
هناك ممن لم يجدوا ملجأ يؤون إليه في ظل جحيم الحرب بعد أن تهجّر مئات الآلاف من أبنائه.
إن هذا الوضع الكارثي الذي وصل إليه أبناء المخيم يأتي نتيجة الحصار المفروض عليه من الجهات الرسمية بعد دخول الجماعات المسلحة من جهة، وبسبب سلوك هذه الجماعات في داخل المخيم والذين يتحكمون ببيع وتوزيع كل المواد الغذائية الموجودة في المخيم من جهة أخرى.
وإذا كان مفهوماً ومبررأً مواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة، فإن ما هو غير مفهوم ومبرر هذا العقاب الجماعي بحق أبناء المخيم المدنيين الذين يدفعون وحدهم فاتورة الحصار من الجهات الرسمية، وتحميل هؤلاء المدنيين وزر وجود وسلوك تلك الجماعات سواء كان ذلك في المخيم أو غيره من المناطق الواقعة تحت الحصار.
لقد بات الموقف يتطلب حلاً إسعافياً لوضع المخيم الذي يمثل رمزية تاريخية لأبناء الشعب الفلسطيني في صراعه مع العدو الصهيوني، وفك الحصار وإدخال المواد الغذائية ومستلزمات الحياة الضرورية لهذا المخيم المنكوب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لتوفير البيئة المناسبة لطرد الجماعات الإرهابية من المخيم التي منعت إدخال المواد مؤخراً وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي.