حلب: أمراض.. وحواجز تفرض أتاوات..!

حلب: أمراض.. وحواجز تفرض أتاوات..!

يأتي فصل الصيف وتأتي معه الأمراض السارية مع تكرار قطع المياه في هذا الشهر لخمسة أيام متتالية فتستوطن الأمراض بحلب مثل الجرب والقمل وحبة حلب (اللاشمانيا) والحمى التيفية والمالطية والاسهالات المتفشية بين الأطفال مما يتطلب تفعيل وتأمين الأدوية واللقاحات في المراكز والمستوطفات الطبية.

 أما مايعانيه الأطفال الرضع من قلة الحليب الذي يتحكم بأسعاره تجار الأزمة مثال علبة حليب التان الصغيرة 750 ل.س وعلبة حليب نيدو الصغيرة 1150 ل.س.  

ويضاف إلى هذه  الظروف القاهرة تأتي ممارسات بعض حواجز «اللجان الشعبية» في مدينة حلب ومثال على ذلك حاجز المشارقة حيث لا يمكن أن تمر سيارة توجد فيها بضائع دون أن تدفع الأتاوة، وكذلك المارة إذا كان أحدهم هويته مكسورة لا يمر إلا بعد أن يدفع أو يهدد بالتوقيف، وهذا ينطبق على حاجز الساعة بباب الفرج أيضاً، أما من بستان القصر الذي يربط المدينة بشرقها وغربها يتعرض المواطنون لاتاوة مزدوجة حيث يدفعون الأتاوة لحاجز المسلحين وكذلك لحاجز اللجان.

وغيرها من هذه الممارسات الت تلحق الضرر بسمعة الجيش الوطني، ولا يفوتني إلا أن أنقل انطباعات المواطنين عن حاجز «الحمدانية المشتل» على تعامله الحضاري مع المواطنين وهذا يصب في خدمة وحدتنا الوطنية.

ويجب عل كل الحواجز أن تقتدي بحاجز الحمدانية المشتل، فالمواطن« الحلبي» الذي بقي في مدينته رغم كل ما جرى من عنف ودمار ما عاد يتحمل هذه الممارسات الاستفزازية بحقه، واختلاق اسباب وهمية لابتزازه.

ومعامل تفكك!

عندما تستطيع فك شيفرة أن عاصمة الاقتصاد السوري ، ومركزه التجاري الأول، وعقدته الشمالية، تعيش أزمة معيشية منذ 9 أشهر دون أن يحرك أحد ساكن عندها فقط تبرر لنفسك الضحك من شدة البكاء ربما!

فلا تستطيع أن تفهم كيف تبقى مصانع حلب المقدرة بمليارات الدولارات دون حراسة ويتم تفكيكها ، لتنقل وتباع في أسواق خاصة داخل تركيا، ويتم ضرب أعصابها التاريخية للمهن المتوسطة واليدوية ، لترزح تحت حصار خانق منذ 9 أشهر هو عمر الأزمة في حلب خاصة، والذي لم يتح لها متنفس سوى مايرد لها من بضائع مهربة من تركيا، تدور حولها ألف إشارة استفهام حول منشأها وصلاحيتها.

 هذا الحصار جعل من الأسعار لعبة بيد التجار مما أثقل كاهل أصحاب الدخل المحدود، أما أصحاب المهن والحرف اليدوية فقد افترشوا الأرصفة لبيع مايتيسر لهم من تلك البضائع المهربة، التي صارت هي ملاذهم الوحيد في ظل هذا الحصار، الذي أسهم في استفحاله هرب أصحاب رؤوس الأموالإلى الخارج والتأسيس لمشاريع حيث استوطنوا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
606