تراجع البورصات العالمية على وقع البلبلة الأميركية
مُنيت بورصات أوروبا وآسيا بنكسات، وسجلت تراجعا كبيرا بعد أسوأ جلسة تداول شهدتها وول ستريت منذ فبراير (شباط) الماضي، على خلفية التوتر الاقتصادي العالمي المتزايد بما يشمل المخاوف حول رفع الفوائد الاميركية والخلافات التجارية المتمثلة بتبادل فرض رسوم جمركية عالية.
ومع رفع الفوائد الذي دفع بالمستثمرين الى اعادة النظر في توقعات النمو الاميركي، ألقى الرئيس الاميركي دونالد ترمب المسؤولية على سياسات الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي)، معتبرا انه "أصيب بالجنون" لمساهمته في بلبلة الاسواق المالية.
وبعد تراجع كبير بنسبة تتراوح بين 4 و6 في المائة في أبرز البورصات الآسيوية، تمكنت أسواق المال الاوروبية من ضبط خسائرها إلى حد ما، فتراجعت بورصة لندن 1.8 وبورصة باريس 1.5 وبورصة فرانكفورت 1.2 في المائة على التوالي في التداولات الصباحية.
وسُجلت أكبر الخسائر اليوم في بورصة شنغهاي وتايبه في الصين وتايوان على التوالي، فأغلقتا على تراجع 5.2 في المائة للأولى و6.3 للثانية. بل إن أسواق المال الصينية بلغت أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات. كذلك تراجعت بورصة طوكيو فأغلق المؤشر "نيكي" الياباني منخفضا عند أدنى مستوى في شهر وأكبر هبوط يومي منذ مارس (آذار)، فاقدا 3.9 في المائة.
وهبط سعر الدولار أمام اليورو والين، فيما تراجع سعر برميل نفط برنت مرجعية بحر الشمال دولارين تقريبا.
وكانت بورصة وول ستريت قد تراجعت أمس (الاربعاء) نحو 830 نقطة في أكبر تراجع منذ فبراير بعد انتقادات ترمب للاحتياطي الفدرالي. وحاول وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين من بالي حيث يشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي تهدئة الأمور، بقوله: "لا أعتقد انه كانت هناك أخبار من الاحتياطي الفدرالي اليوم لم تكن معروفة مسبقا. الأسواق تتقلب".
ودافعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد اليوم عن رفع الفوائد في رسالة غير مباشرة موجهة الى ترمب. وقالت إن قرارات البنوك المركزية رفع الفوائد، مثل ذلك الذي اتخذه الاحتياطي الفدرالي الاميركي، مبررة في ضوء الأسس الاقتصادية.