الرقة.. تعفيش من نوع آخر
أصبح (التعفيش) ثقافةً لدى العديد من الجماعات والقوى المسلحة، الذين تعاقبوا على المناطق التي خرجت من سيطرة الدولة، وطال كل شيء.
آخر ما جرى، تعفيش محصول القطن، في محافظة الرقة، وبشكلٍ منظمٍ، حيث يقوم المسؤولون المهيمنون بمنع بيع ونقل القطن إلى مناطق سيطرة الدولة، ومن يقوم بذلك ويقبض عليه، يصادر محصوله فوراً، ويتم إلزام الفلاحين ببيع المحصول لبعض المسؤولين المرتبطين بقوات (قسد) بأسعار تتراوح بين 190 و270 ليرة للكغ حسب مواصفاته، وتقوم ببيعه لتاجر حصري من حلب يدعى (أ/خ) معتمد من قبلها بـ 375 ليرة للكغ، والذي يقوم بدوره بنقله إلى تركيا عن طريق مدينة اعزاز في ريف حلب، حسب رواية الاهالي.
إن الخاسر الأول هو: الفلاح الرقاوي الذي أمضى موسماً كاملاً يكَدّ ويتعب هو وأسرته، مع تكاليف الإنتاج المرتفعة. والذي لا يستطيع أن يعيش ويبقى حياً دون زراعةٍ حتى ولو اضطر لخسارة جهده.!
والخاسر الثاني هو: الوطن والاقتصاد الوطني ككل، وذهاب المواد إلى خارج البلاد، والأموال إلى جيوب التجار والمعفشين.!