يطردون عمالهم بحجّة «عدم الولاء»
طردت الشركة ستّة عمال منظمين نقابياً لأنهم أظهروا «عدم ولاء» من خلال توزيعهم بوسترات إعلانية عام 2011 تظهر بأنّ الشركة تبيع طعاماً غير صحي
بروس فيل بروس فيل

يطردون عمالهم بحجّة «عدم الولاء»

بشكل يعبر عن مرحلة الحكم «الترامبية»، أصدرت محكمة الاستئناف الفدرالية في سانت لويس قراراً في الثالث من تموز بأنّ طرد مدير سلسلة وجبات سريعة لعماله بتهمة «عدم الولاء» هو أمر شرعي.

تعريب: هاجر تمام

حكمت محكمة الاستئناف الفدرالية المختصة بعكس قرار أصدرته «الهيئة الوطنية لشؤون العمال» التي تأسست في عهد أوباما، في قضية تنظيم العمال العاملين في سلسلة مطاعم الوجبات السريعة «جيمي جونز». قررت المحكمة بأنّ لشركة ميكلين، وهي مالكة ترخيص سلسلة المطاعم في مينيابوليس، الحق بطرد ستّة عمال منظمين نقابياً لأنهم أظهروا «عدم ولاء» من خلال توزيعهم بوسترات إعلانية (الشكل 1) عام 2011 تظهر بأنّ الشركة تبيع طعاماً غير صحي لأنّها تجبر العمّال المرضى بالعمل عندما يصابون بالأنفلونزا ولا تمنحهم إجازات مرضية.

قام المنظمون بتصميم وتوزيع نشرات تظهر صورتين متطابقتين لساندويش سلسلة "جيمي جونز"، كتب على الأولى: "تم إعدادها من قبل عامل صحيح الجسم"، والثانية: "تم إعدادها من قبل عامل مريض". ثم تسألك: "ألا يمكنك التفريق بينهما؟ يا للأسف. فعمّال سلسلة جيمي جونز لا يملكون إجازات مرضية مدفوعة الأجر، ولهذا لا يمكننا أن نتغيب بسبب مرضنا. نأمل أن يكون نظامك المناعي جاهزاً لأنّك على وشك الدخول في اختبار الساندويش".
يقول ويليام غولد، بروفسور قانون العمال في جامعة ستانفورد والرئيس السابق لهيئة العمّال الفيدرالية: "إنّ أول ما يصدمك هو كمّ هو قديم ومهجور هذا الوصف. إنّ الأساس القانوني مأخوذ من قضية في الخمسينيات عندما كان لدى الناس مفاهيم مختلفة كلياً عن الولاء لشركاتهم". ويتابع غولد: "لقد افترضوا في تلك الأيام بأنّ الولاء تبادلي: تعلن ولاءك للشركة مقابل ولاء الشركة لك. الآن، مع شركات مثل "آبر وليفت" وآخرين، باتت الشركات ترفض حتّى الاعتراف بك كأحد موظفيها، ولهذا لم يعد الحديث عن الولاء للشركة أمراً يدين به أحد الأطراف".
لقد اعتمد قرار المحكمة على "الولاء" الوارد في قضية قديمة منذ الخمسينات والمشار إليها اختصاراً "معايير جيفرسون". لقد حكمت "الهيئة الوطنية لحقوق العمال" بوقت سابق بأنّ طرد العمال أمرٌ غير قانوني ويشكل خرقاً لحقوق العمال في تأسيس نقابة. لكنّ محكمة الاستئناف عكست القرار، وأكدت بأنّ "عدم الولاء" الذي أظهرته النشرات الإعلانية هو من أعطى الحق للشركة بطرد عمالها.
وقد صرحت المحكمة: "بما أنّ نية العامل الموضوعية هي بكل تأكيد مرتبطة بالادعاء بعدم الولاء، فإنّ الهجوم الحاد والعلني والذي يحط من القدر ينبئ بنية الإضرار بمعايير جيفرسون متضمنة عنصراً موضوعياً يركز، ليس على هدف العامل، بل يعني بأنّه، وبغض النظر عن كون الهجوم تمّ استخدامه بشكل منطقي لإيذاء سمعة الشركة وتقليل دخلها، كان استخفافاً مؤذياً ولا يمكن الدفاع عنه تجاه صاحب العمل أو منتجه".
قال إيريك فورمان، وهو الذي تمّ طرده قبل ستّة أعوام بسبب تنظيمه نقابة في سلسلة مطاعم "جيمي جونز" في مينيابولس: "الجردة الواضحة بالنسبة لي أنّ الحكم يعني بأنّه ليس للعمال الحق بقول الحقيقة عن ربّ عمله. لقد انحاز الحكم بشكل لا يصدق إلى أصحاب العمل عندما صنف حركتنا للمطالبة بإجازات مرضية بأنّها هجوم على صاحب العمل، قالباً المنطق رأساً على عقب. لقد أخبرنا العامّة الحقيقة عن المخاطر، الحقيقة فقط". وتابع فورمان: "ليس دافع أصحاب العمل إيقاف حملة المطالبة بإجازات مرضية، بل كسر جهودنا النقابية".
إنّ نقض قرار "الهيئة الوطنية لحقوق العمال" يعكس التحركات القائمة في الكونغرس، حيث يتم اتخاذ بضعة إجراءات لعكس ونقض بعض الإجراءات المؤيدة لحقوق العمال والتي تبنتها الهيئة في المرحلة السابقة. يدرس مجلس الشيوخ تعيين اثنين من مرشحي ترامب للهيئة، وقد انتقدت كونغرس العمال والصناعات الفدرالي كليهما لكونهما مناهضين لحقوق العمال.

آخر تعديل على الجمعة, 13 تشرين1/أكتوير 2017 12:10