«تباكي» على تدني استباحة الجيوب!
قدرت قيمة مستوردات هذه البدائل خلال العام الماضي فقط، بـ40 مليار ليرة سورية، ولا ندري ما هي قيمة البضائع المهربة من هذه البدائل خلال نفس الفترة
عاصي اسماعيل عاصي اسماعيل

«تباكي» على تدني استباحة الجيوب!

تناقلت بعض وسائل الإعلام «تباكي» تجار الأدوات الكهربائية على ما اعتبروه «خسائر»، بنتيجة تحسن الواقع الكهربائي.

«تباكي» هؤلاء كان سببه بعض تراجع الطلب حالياً على البضائع المستوردة كبدائل عن مصادر الطاقة، مثل: المولدات الصغيرة- والبطاريات- والشواحن- والليدات- والإنفرترات- وغيرها الكثير، والتي انتشرت على مستوى الاستهلاك خلال السنوات الماضية، بنتيجة التحسن على مستوى إنتاج الطاقة الكهربائية وتوزيعها مؤخراً.
مما لا شك فيه أن تجارة بدائل الطاقة ولوازمها على مستوى الاستهلاك المنزلي كانت فرصة كبيرة أمام التجار والمستوردين من أجل تحقيق الأرباح الكبيرة على حساب حاجات الناس ومتطلباتهم طيلة السنوات الماضية، حيث زاد الطلب على هذه البدائل، كما زاد التحكم بأسعارها ومواصفاتها من قبل هؤلاء.
التحسن الحالي على واقع إنتاج الطاقة الكهربائية وتوزيعها، وعلى الرغم من مضي فترة وجيزة عليه وعدم استقراره بشكله النهائي بعد، كان سبباً لهؤلاء التجار للبدء ببث شكواهم «وتباكيهم» من واقع انخفاض الطلب على هذه البدائل، والتي تم اعتبارها «خسائر» حسب رأيهم، على الرغم من استمرار أسعار هذه البدائل على حالها دون انخفاض في الأسواق، ما يعني أن أرباح هؤلاء على مستوى التجزئة بقيت على حالها دون أي تخفيض، أو تنازل عن بعضها لمصلحة المستهلكين.
الحقيقة الساطعة من «تباكي» هؤلاء هو رغبتهم باستمرار أزمة ومشكلة توليد الطاقة الكهربائية وتوزيعها، من أجل استمرارهم بتحقيق الأرباح الكبيرة من جيوب المواطنين استغلالاً لحاجتهم للبدائل التي يوفرونها في الأسواق، بنفس المواصفات والجودة والسعر.
الملفت فيما تم تداوله عبر وسائل الإعلام هو بعض الأرقام، حيث قدرت قيمة مستوردات هذه البدائل خلال العام الماضي فقط، بـ40 مليار ليرة سورية، ولا ندري ما هي قيمة البضائع المهربة من هذه البدائل خلال نفس الفترة، ولكم أن تقدروا إجمالي هذا الرقم طيلة السنوات الماضية، مع الأرباح الكبيرة التي تم تحقيقها إلى جيوب هؤلاء المستوردين والتجار والمهربين من جيوب المواطنين، استغلالاً لحاجاتهم، وعلى حساب معيشتهم.
والنتيجة ان هذا «التباكي» ليس بسبب «الخسارة» كما يزعم بعض التجار والمستوردين، بل ربما بسبب عدم امكانية استمرار الاستغلال، بنفس الوتيرة السابقة من استباحة الجيوب.

آخر تعديل على الثلاثاء, 03 تشرين1/أكتوير 2017 12:23