الخطف مستمر في السويداء.. والمسؤولون خارج التغطية!
الفقراء وحدهم، هم الضحية التي يُطلب منها التحلي بكل معاني المسؤولية الوطنية والسكوت والغفران عن سطوة سكاكين تجار الأزمات والأرواح التي تجزّ اللحم والدم..
تجار الأزمات يعتبرون الشعب سلعة معدة للبيع بهدف الربح، مجرد خراف محضرة للذبح على يد مجرمين خارجين عن القانون، موزعين بعناية فائقة بين الأطراف المتقاتلة..
يوماً بعد يوم تزداد حالات الخطف في محافظة السويداء، ولسان حال فقرائها يردد مطلع قصيدة شعبية للشاعر غسان فرحات تقول:(يا وطنا أمنك ساب.. النتائج إلها أسباب. بعد الذبح استشرى الخطف.. وفينا تحكم شرع الغاب)
فمنذ بداية الأزمة الوطنية شهدت المحافظة خطف أربعة عشر شرطي، وكادت تلك الحادثة أن تفجر السلم الأهلي لولا تدخل العقلاء في محافظتي درعا والسويداء، ليتم بعدها الإفراج عن الشرطة المخطوفين.
بعد ذلك تم اختطاف سبعة عمال في مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في السويداء يعملون كحراس لآبار المياه في قرية الثعلة مع سبعة مواطنين مدنيين، وحتى الآن لم يعرف مصيرهم، علماً أن الحادثة مضى على وقوعها أربعة سنوات. توالت الحوادث بعد ذلك، حيث خطف عدد من سائقي التكسي والسيارات الحكومية وعدد من المزارعين من أراضيهم، وتم اختطاف رجل دين في فترة سابقة، وحتى الآن عدد قليل من المخطوفين طوال سنوات الأزمة تم الإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية ضخمة باع أهالي المفرج عنهم بيوتهم وأراضيهم الزراعية وصرفوا مدخرات العمر لقاء عودة أبنائهم المخطوفين في ظل غياب جهاز الدولة عن أداء دوره..
بات واضحاً بالنسبةلأبناء المحافظة أن هناك ميليشيات وعصابات منظمة (على جانبي المتراس) تلجأ لهذا الأسلوب الوحشي المنافي لقيم وأعراف وثقافة الشعب السوري كأحد أدوات الابتزاز المالي من جهة، وتصعيداً للعنف أكثر من جهة أخرى، بغرض زيادة نزيف الدم السوري وعرقلة أي حل سياسي ورفع الاحتقان والتوتر والشحن المذهبي والطائفي..
منذ عدة أيام تم اختطاف نساء وأطفال من قرية الغيضة من بيوتهم بحجة مفاوضتهم على أسرى للمجموعات الخاطفة، الأمر الذي أدى لاستنفار عام للمطالبة بفك المخطوفين ومطالبة جهاز الدولة للتدخل وحماية الأهالي من الخطف المتكرر، ولا يزال الاستنفار قائماً
إنّ جهاز الدولة مطالب بالتعامل الجدي والمسؤول للعمل على كشف مصير جميع المفقودين والمخطوفين وصولاً للإفراج عنهم، لأن الضرورة الوطنية تقتضي ذلك ..
كما أن المطلوب بالسرعة القصوى، هو تعرية هذه الأعمال ومرتكبيها ومن يساندهم من أي جهة كانت، وإنزال أقصى العقوبات بهم وبمن يقف ورائهم، لأنهم يريدون من وراء هذه الأعمال دفع المواطنين السوريين للاقتتال فيما بينهم لكي تنجو رؤوس الفاسدين الكبار الذين مهدوا الطريق للوصول بالبلاد إلى ما وصلت إليه..