حي الزهور: ثلاثة أرباع السكان بلا ماء!

حي الزهور: ثلاثة أرباع السكان بلا ماء!

 

تستمر أزمة المياه في حي الزهور جنوب العاصمة دمشق للأسبوع الثالث على التوالي، والتي تفاقمت بعد حادثة انقطاع المياه عن كامل دمشق مؤخراً. حالياً لا يحصل غالبية سكان المنطقة على حاجتهم من مياه الشبكة العامة، فالمنطقة لا تعاني من انقطاع تام للمياه، بل ضعفها وعدم انتظام ضخها بمواعيد ثابتة ومحددة.

تتجلى المشكلة في كون معيار الحصول على الماء هو مكان العقار، وتوضعه بالنسبة للشبكة والتمديدات الأرضية الفرعية أولاً، وآلية سحب المياه وذلك بناءً على نوع المضخة وقوتها وعمقها عن سطح الأرض، ثانياً. نتيجة لذلك فإن نسبة العائلات التي تحصل على الماء من الشبكة مباشرة لا تتجاوز 25% فقط من سكان المنطقة، لذلك تنتشر ظاهرة الخراطيم المعلقة والممدودة بين الأبينة السكنية، وطوابير (البدونات)، والأوعية المختلفة بشكل كبير، وعلى مدار الساعة.


من الصيف الماضي حتى اليوم!

تأمين المياه عن طريق الصهاريج هو الحل الأصعب الذي يمكن أن يفكر فيه المواطن هناك، كون سعر برميل المياه وصل لسعر 300 ل.س للبرميل الواحد، ولولا تعاون البعض ممن (حظهم الله) بالموقع، والمضخة مع المحرومين لوصلت المنطقة لوضع كارثي كبير.
مما يثير التساؤلات هناك، بأن أزمة الماء هذه هي امتداد لأزمة الصيف الماضي، والتي بررتها الجهات المعنية حينها بشح المياه، ولأعطال وسوء إدارة الموظفين المعنين. كما بقيت تسوف وتماطل وتبرر للأهالي حتى انتهى ذلك الصيف، وعادت المياه كما كانت سابقاً لتصل لجميع البيوت دون أي مضخات منزلية خاصة، ولكن هذه السنة كانت الأمطار وفيرة وفوق المعدل، مازاد من شكوك الأهالي حول مبرر شح المياه شبه المعدومة.


سخط متراكم

واجه الأهالي هذه الأزمة بتقديم المعاريض والشكاوى لمديرية مياه دمشق التي وعدتهم كالعادة بإيجاد الحل، وبأن هذه الحال استثنائية، ولكن هذه الفترة طالت فارتفعت درجة السخط عند الأهالي، وخاصة ربات البيوت لدرجة كبيرة، واللواتي يتحدثن عن كذب الجهات المعنية عليهن، ويرين أن الحلول بسيطة ولا تحتاج لكل هذا التعقيد، حيث من الممكن أن يتم ضخ المياه بالقوة الماضية لثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع بدل الضخ اليومي الضعيف والمزاجي حينها ستصل المياه للجميع.


ماذا بعد التطنيش؟!

الخطير في الأمر أن مشاكل الحي الفقير تتراكم باستمرار، فالحال لم تعد تطاق حسب تعبير نساء الحي هناك، وهو ما دفع بعضهن للتفكير، وفي حال عدم حل هذه المشكلة خلال الأيام القليلة القادمة، بوقفة احتجاجية نسائية بالحي، واعتصام مفتوح، حتى عودة المياه لجميع المنازل وعودة الحياة.
لسان حال الأهالي هناك يقول: أنه ولو كان فعلاً هناك مشكلة حقيقية وموضوعية، فعلى المعنيين إرسال صهاريج مياه إسعافية كبيرة مجانية للأغلبية المحرومة بدل أن تذهب هذه الصهاريج لسقاية مزارع الذوات وحدائق الطرقات في المالكي وأبو رمانة والمزة، لكن واقع الحال يشير إلى تناسي الجهات المعنية لهذه الأحياء المهمشة منذ عقود.