دير الزور حصار وجفاف وجوع..!

دير الزور حصار وجفاف وجوع..!

 

شهران ونصف تقريباً، مضت على الحصار الذي يفرضه تنظيم (داعش التكفيري) على حيّي الجورة والقصور، اللذان يقعان تحت سيطرة الدولة بالإضافة لحي هرابش الملاصق للمطار..

وتشير الأنباء الواردة من داخل هذه الأحياء، بعد تشغيل جزئي للاتصالات (فضائياً) عبر شبكة mtn أن غالبية المواد الغذائية لم تعد موجودةً لا في المحلات ولا في المؤسسات الحكومية ولا ما كان مخزوناً لدى المواطنين من مؤونةٍ. وإن وجد شيء فهو بأسعارٍ خيالية، حيث وصل سعر البيضة 100 ليرة ومثلها قطعة بسكويت صغيرة، والفروج صغير الحجم 4500 ليرة، وكيلو البصل الأخضر 800 ليرة.. وأن غالبية المواطنين يتغذون على الحشائش..

الأمراض تنتشر بسرعةٍ..

كما تؤكد الأنباء انتشار أمراض التهاب الكبد الوبائي والجفاف وخاصةً بين الأطفال، وأن الوضع الصحي يتدهور بسرعةٍ كبيرة بسبب عدم وجود الأدوية ومواد التنظيف وانتشار الجراثيم والحشرات وخاصةً القمل بين طلاب المدارس..!

الريف أيضاً محاصر..!

في المقابل ازدادت ممارسات (داعش) الفاشية في المناطق التي تسيطر عليها، حيث منعت التعليم كلياً إلى درجة الصفر، وتعاقب وتجلد كل من يقوم بالتدريس في المنازل، وأغلقت المجمعات التعليمية وصادرت أختامها، وأجبرت المعلمين على الخضوع لدورةٍ شرعية، لكن غالبية المعلمين وقفوا موقفاً شجاعاً ورفضوا الاستجابة وهذا ما سيعرضهم لخيار المغادرة والهجرة، أو التعرض لممارسات (داعش) الانتقامية..! كما أن أبناء محافظة دير الزور المهجرين في الريف والمحافظات الأخرى، باتوا أيضاً بحاجة كبيرة، لعدم إمكانية دخولهم إلى الأحياء لقبض رواتبهم وأجورهم، أو متابعة دوائرهم ومراجعتها، وهو ما يضعهم تحت المساءلة القانونية، حيث منع محافظ دير الزور تقبيض الرواتب والأجور إلاّ لأصحاب العلاقة بالذات للشهر الثالث على التوالي، كما حُولت رواتبهم إلى مالية دير الزور بدل أن يقدم التسهيلات اللازمة لهم..؟

تجاهل رسمي وعالمي..!؟

وسبق للجهات المسؤولة أن أرسلت 40 طناً من المواد الغذائية جواً وقامت مؤسسات الخزن والتوزيع ببيعها للمواطنين بدل تقديمها كمساعدات. والشيء الذي يثير الاستهجان أنه تم نقل مواد للتجار لبيعها بأسعار خيالية، ولم يتم نقل مواد غذائية وأدوية إلى المحاصرين، كما أنّ منظمة الهلال الأحمر لا تحرك ساكناً، وسط تجاهلٍ إعلاميٍ رسميٍ وعالمي..!؟

لا شك أن حصار داعش لدير الزور واعتبارها المناطق التي تحت سيطرة الدولة بلاد كفر، واعتبار الجهات المسؤولة مناطق الريف مناطق إرهاب، يضع المواطنين في قفص الاتهام. 

إن الأوضاع باتت تتطلب مواقف سريعة لإنقاذ أهالي دير الزور ريفاً ومدينةَ، وتوفير جسر جويّ مباشر ومستمر لنقل مواد غذائية وطبية، وفتح طريق دمشق دير الزور.