موظفو الخطوط الحديدية في طرطوس.. أقساط مقتطعة وغير مسددة للجهات العامة..؟
محمد سلوم محمد سلوم

موظفو الخطوط الحديدية في طرطوس.. أقساط مقتطعة وغير مسددة للجهات العامة..؟

يعاني فرع طرطوس للسكك الحديدية من المركزية، إلى حد التبعية في كل شيء إلى الإدارة العامة في حلب، لدرجة صرح أحد المدراء السابقين للفرع، في مؤتمر سابق لنقابة عمال الخطوط الحديدية، بأنه يخجل عندما يزور مكتباً ما في الفرع من سوء حالة (العفش) لأنه غير قادر على تبديل كرسي دون موافقة الإدارة العامة في حلب  هذه التبعية تنسحب على كل أعمال الفرع من أبسط الأمور إلى أعقدها وبالتالي لا يوجد آمر صرف في الفرع .

هناك بعض المشاكل المتكررة، تتداول في المؤتمرات، وأهمها ذهاب الموظف المحال للتقاعد إلى حلب لينهي أوراقه شخصيا، وتعقيدات السفر والانتظار، والموظف قلما يتقاعد دون وجود أمراض تزيد معاناته، وقد أجهدت الإدارة والنقابة في حل هذه المشكلة، ولم تفلح .
الأقساط المقتطعة
ككل موظفي الدولة.. موظفي فرع الخطوط الحديدية في طرطوس، يأخذون قروضاً من المصارف العامة، ويتم اقتطاع أقساط القروض شهريا من راتب الموظف المفترض وفي الوقت نفسه تقتطع تأميناته، لكن هنالك فرقاً كبيراً في عدد الأشهر بين الأقساط المسددة من قبل الموظف والمقتطعة من راتبه، وبين الأقساط غير المسددة للجهات العامة، وخاصة المصارف من قبل الإدارة العامة في حلب، لدرجة يصل فيها التأخير تقريبا إلى ثمانية أشهر، وهذه المشكلة يعاني منها الموظف في حال انتهت أقساطه ويريد الحصول على قرض آخر، لكن المشكلة الأعقد من ذلك، إذا أراد موظف ما تقديم استقالته من الشركة، وعادة ما يفعلونها من بعد أن يصلوا إلى سقف راتبهم، أو لأسباب معينة.. الإدارة العامة تطلب براءة ذمة، من ضمن الأوراق المطلوبة ويفاجأ الموظف بأن الإدارة العامة لم تسدد أقساطه المقتطعة من راتبه،إلى الجهات المقترض منها، وبالتالي لا تعطيه هذه الجهة براءة ذمة حتى يسدد الأقساط المتبقية, ويتساءل أحد الموظفين المعنيين بذلك: إن الجهة نفسها ( الإدارة العامة ) التي تقتطع الأقساط ولا تسددها، وتطالبنا ببراءة الذمة من المصارف قبل التسريح أو الاستقالة والأقساط المتبقية عليه قد تصل إلى 100 ألف ليرة سورية، والأغرب من ذلك عند تسديد هذه الأقساط المتبقية، يدفع غرامة تأخير وبعد أن يدفع للإدارة العامة، يدفع غرامة استرداد المبلغ الذي دفعه الموظف أثناء تقديم استقالته , وهذا الموضوع يخص آلاف الموظفين في الشركة، وتنسحب هذه المشكلة على معظم الجهات العامة، التي يتعامل معها موظفو الخطوط الحديدية ( مصارف – مؤسسة استهلاكية – نقابة الاطباء – الصيادلة ) نتيجة تأخر الإدارة العامة في تسديد ما يترتب عليها لهذه الجهات، وبالتالي هذه الجهات لا تستقبل موظفي الشركة في طرطوس .
وعاء الأزمة الكبير
 أحد موظفي الدائرة القانونية اعترف بالتقصير, لكن هذا عدا المشاكل الناجمة عن الأزمة،وحيث أصبحت الكتلة النقدية بيد الإدارة العامة قليلة، بسبب توقف كل خطوط النقل، ما عدا خط ركاب طرطوس – اللاذقية وهذا خاسر مع بعض نقليات المرفأ.
وبالتالي تعتمد الإدارة بوقف خطتها بتوزيع هذه الكتلة على عدة جهات، ويحدث التقصير ولكنه ليس كبيراً، أما موظفو الشركة المعنيين، وما سمعناه في المؤتمرات العمالية قبل الأزمة، فيؤكدون: أن هذه المشكلة قديمة ولم يعمد أحد إلى حلها، والمركزية أحد أسبابها الأساسية.
الحلول المقترحة 
إن إحدى أهم المشكلات التي يعاني منها موظفو فرع الخطوط الحديد في طرطوس مع هذه الجهات، هي المركزية ( في كل شيء) وإعطاء الاستقلالية نسبيا لهذا الفرع في حل مشاكله وفق واقع المحافظة، هي أحد أهم الحلول لهذه المشاكل .
والمطلوب الآن حسب رأي الموظفين، أن يتم دفع الأقساط من قبل الموظف شخصيا للجهات العامة، والمصرف أو التأمينات الاجتماعية لا يوجد مشكلة لديهما طالما يتم التسديد، أو أن تلغي الإدارة العامة، ورقة براءة الذمة، لأن الموظف تطالبه إدارته بدفع ثمن خطأ ارتكبته هي .
وتبقى المشكلة في ملعب إدارة الفرع والدائرة القانونية والمحاسب، بالتنسيق مع الإدارة العامة، في حل هذه المشاكل، ولا مانع من وجود هامش أو استقلالية نسبية لإدارة الفرع في وجود آمر الصرف.