المياه الملوثة في السويداء..!

المياه الملوثة في السويداء..!

لم يتفاجأ أهالي قرية الكفر في السويداء بخبر أن المياه التي يشربونها ملوّثة.. لكن المفاجأة كانت أن تعلن مكبرات الصوت في كل القرية أن المياه القادمة من شبكة توزيع المياه هي فقط للغسيل ويمنع شربها بسبب تلوثها..!؟

حدث هذا منتصف شهر أيلول، وحسب الأهالي فإن هذا الخبر جاء بعد أسبوعين من معرفة الأهالي أن مياه سد «حبران» التي كان يشرب منها سكان قرية الكفر، قد باتت ضحلة جداً بحيث لا يمكن الشرب منها، وعليه تم اعتماد مياه سد «سهوة البلاطة» لشرب الأهالي. أي أن أهالي القرية قد شربوا أسبوعين على الأقل من المياه ذاتها التي منعوا من الشرب منها لاحقاً بسبب تلوثها الكبير.
وفي التفاصيل أيضاً أن الهلال الأحمر بالتعاون مع مؤسسة المياه وغيرها، قد أنشؤوا خزانات عدة مؤقتة، تتسع لحوالي 200 برميل، ومخصصة لتغطية حاجات الناس من مياه الشرب، بحيث تحصل كل عائلة (وسطياً 5 أفراد ) على غالون، أي 10ليترات من مياه الشرب.
أسئلة مشروعة
هذه الحادثة تعيد فتح ملف أزمة مياه الشرب في السويداء، فعلى الرغم من ارتياح الأهالي لصراحة المسؤولين هذه المرة، وإيقاف شرب المياه الملوثة، لكن العديد من الأسئلة تفرض نفسها هنا:
- لماذا اعتمدت مياه سد «سهوة البلاطة» على الرغم من أن أهالي قرية «السهوة» لا يشربون من هذه المياه، لمعرفتهم بأنها ملوثة بتسريبات من الصرف الصحي..؟
- لماذا لم يتم فحص مياه سد «سهوة البلاطة» قبل أن يشرب منها أهالي قرية «الكفر» الذين شربوا من المياه الملوثة مدة أسبوعين على الأقل، قبل منع استخدام مياه الشبكة للشرب..؟
- إلى متى سيستمر الوضع القائم حالياً..؟،
إنّ هذا الوضع غير طبيعي وغير مريح أبداً، فقد عبر أحد كبار السن الوحيد هو وزوجته عن معاناة كبيرة في حمل الغالون، والوقوف قي طابور جديد يضاف لطوابير الفقر السوري..
إن حادثة مياه الشرب في قرية «الكفر» ليست إلا مؤشراً جديداً على الحالة المأساوية التي تعيشها محافظة السويداء فيما يتعلق بمياه الشرب، ومن الضروري ذكره أن النسبة الأعظم من الإصابة الكبيرة بمرض السرطان في المحافظة، تعزى للمياه الملوثة والمضاف إليها الكلور بكميات كبيرة.
نحن في جريدة قاسيون نساند مطالب الأهالي، بحل مشكلة المياه في قرية الكفر بالسرعة القصوى، لما فيها من معاناة كبيرة ومخاطر جمّة على حياتهم ، والعمل على حل أزمة تلوث مياه الشرب جذرياً في المحافظة عموماً كون هذه القضية تمس حياة الناس وأمنهم مباشرة وبشكل أساسي.