قاسيون... ترصد مطالب عمال «الريجي»
تشكّلت نقابة عمّال التبغ في سورية في ثلاثينيات القرن الماضيّ بعد نقابة عمال الغزل والنسيج. وتتمتع نقابة عمال التبغ تاريخياً بسمعةٍ طيبةٍ وماضٍ عريق في النضال الوطنيّ ضد الاستعمار الفرنسيّ، وفي النضال المطلبيّ من خلال الدفاع عن حقوق عمالها لتحقيق مطالبهم العادلة.
لقد سطّرت النقابة صفحات مضيئة في النضال ضد الاستعمار؛ وقادت المظاهرات ضده وسعت لتحقيق الكثير من مطالب عمالها رغم بطش المستعمر وتنكيله بها. وبعد هذه المسيرة التاريخيّة الطويلة والمشرّفة نجدها اليوم تقف مكتوفة الأيديّ أمام عمّالها عاجزةً عن تحقيق أبسط حقوق هؤلاء العمال متخلّيةً عن إرثها الوطنيّ المجيد. ويمكن أن نورد فيما يلي بعضاً من مطالب العمال المحقّة، بناء على لجوء مجموعة من عمال الريجي إلى صحيفة «قاسيون» لعرض مطالبها لثقتهم بها كمنبر للعمال والكادحين؛ والتي نضعها في عهدة نقابة التبغ وهي:
1- الطبابة: التي أصبحت شبه معدومة، فالدواء ندر وجوده مع معرفة الأطباء أن هناك أمراض مزمنة؛ كالضغط والسكّريّ والمسالك البوليّة والقلب والغدّة.. لا يمكن للعامل الاستغناء عن أدويتها أو شرائها على حسابه بسبب غلائها. بالإضافة إلى إحالات الأسنان، فهيّ تخضع للحذف والإلغاء دون مراعاة الطبيب الفاحص من نقابة أطباء الأسنان، ودون مراعاة شعور العامل أيضاً، وكأن التأمين الصحيّ لا وجود له.
2- الوجبة الغذائية: والتي هي حق من حقوق العامل نجدها لا تتناسب إطلاقاً مع الحدّ الأدنى للمستوى المعيشيّ. فقد كانت قيمتها (16 ل.س) عن كل يوم عمل، وتطوّرت إلى (30 ل.س) عندما كان سقف الفئة الخامسة باعتبارها الشريحة الأوسع (6010 ل.س) ومع زيادة الرواتب أربعة أضعاف ونصف تقريباً، بقيت قسيمة الوجبة الغذائيّة كما هي على أساس الراتب (6010 ل.س) مقسّمة على (22 يوم عمل في الشهر)! فأيّ ظلمٍ هذا؟!.
3- الحوافز الإنتاجيّة: لقد كانت قيمة الحوافز الإنتاجيّة التي يتقاضاها العمال جيدة، وتلعب دوراً هاماً في رفد رواتبهم الهزيلة وفي تغطية نفقاتهم. لكنها تعرّضت في السنوات الأخيرة للتخفيض الكبير بعد الأزمة التي عصفت بالوطن. مع العلم أن المؤسسة العامة للتبغ تعتبر من الجهات العامة الرابحة بامتياز ومنتجاتها رائجة في السوق وتحقق إيرادات ممتازة. وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً. ولا نرى من مبرّر إطلاقاً في سياسة التقشّف التي تعتمدها إدارة المؤسسة في الحدّ من مكاسب عمّالها.
أخيراً لسان حال العمال يقول: إن نقابة غير منتخبة، وصلت إلى موقعها بالتزكيّة، لن ترتقيّ بمصالح العمال، ولن تستطيع أن تدافع عنهم وتحقق لهم أيّ مطلب. وستكون على الأرجح خاضعة للمصالح الضيقة والإملاءات.
إن التاريخ يسجّل ولا ينسى، فهل تسعى نقابتهم إلى تسجيل موقف يعبر عن الدور المطلوب منها في الدفاع عن حقوق أعضاءها والحفاظ على مكتسباتهم؟!.