المقاومة الفلسطينية تواصل عملياتها في غزة رغم تصنيفها جبهة ثانوية
صنّف جيش الاحتلال «الإسرائيلي» جبهة إيران كجبهة قتال رئيسية، مما جعل جبهة غزة جبهة ثانوية. ورغم ذلك، لم تتوقف المقاومة الفلسطينية عن استهداف قوات الاحتلال. استمرت المقاومة في تنفيذ عملياتها رغم الظروف الإنسانية القاسية في القطاع، وسياسة الاحتلال المتواصلة في استهداف المدنيين العزّل، بما في ذلك استخدام «مصائد الطعام» لاستهداف الفلسطينيين القادمين إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية.
ومع ذلك فإن عمليات المقاومة لم تنقطع حيث أطلقت فصائل المقاومة سلسلة عمليات أسمتها «حجارة داود» رداً على العملية «الإسرائيلية» التي استهدفت القضاء على حركة حماس وإجبارها على تفكيك نفسها أو تسليم الأسرى بفرض شروط الاحتلال. كما تصاعدت هذه العمليات النوعية بعد بدء العدوان «الإسرائيلي» على إيران، حيث اتخذت طابعاً تصعيدياً، مؤكدة التزام المقاومة بواجبها تجاه مواجهة الاحتلال في حربه الهمجية ضد دول المنطقة وشعوبها.
وشهد الأسبوع الأخير تصعيداً كبيراً لعمليات المقاومة وتنوعت العمليات.
- قصف صاروخي:
- قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بقصف الأراضي المحتلة بأربعة صواريخ، بالإضافة إلى استهداف كيبوتس «نيريم« بمنظومة «رجوم» قصيرة المدى.
- نفذت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، قصفاً بصواريخ من طراز 107 على مقر قيادة وسيطرة جيش الاحتلال في كيبوتس «ناحل عوز».
- كمائن مركبة وعمليات قنص:
- أعلنت فصائل المقاومة عن تنفيذ عدة عمليات خلال الأيام الأخيرة، منها عملية مشتركة بين سرايا القدس وكتائب القسام تم خلالها قنص جندي «إسرائيلي».
- تنوعت العمليات بين القنص، والقصف بقذائف الهاون، والقذائف المضادة للأفراد، إلى جانب استهداف دبابات وجرافات عسكرية بقذائف «الياسين» و«التاندوم».
- نفذت المقاومة كمائن مركبة وهجمات بقذائف مضادة للأفراد، مما أدى إلى خسائر في صفوف جيش الاحتلال.
خسائر العدو
رغم تكتم الإعلام العبري. أصبحت مشاهد نقل القتلى والجرحى عبر طائرات الإخلاء «الإسرائيلية» أمراً مألوفاً، مع اعتراف جيش الاحتلال بـ«أحداث أمنية مؤلمة» في مناطق متفرقة من القطاع. فقد أعلن الجيش «الإسرائيلي» عن مقتل نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة، إلى جانب مقتل قائد وحدة عسكرية خلال القتال في غزة. وتشير التقارير إلى أن العمليات الفلسطينية في تصاعد، خاصة مع اضطرار الجيش «الإسرائيلي» إلى نقل بعض قواته من غزة إلى جبهات أخرى، تحسباً لتداعيات التصعيد مع إيران. حيث قامت قيادة جيش الاحتلال بسحب قوات النخبة؛ فأخرج الجيش «الإسرائيلي» الفرقة 98، التي تضم المظليين وقوات الكوماندوز، من قطاع غزة بعد بدء الحملة ضد إيران. كما غادر لواء «ناحال» القطاع لتعزيز الدفاع في الضفة الغربية، ليحل محل قوات قيادة الجبهة الداخلية المكلفة بمهام الإنقاذ والإغاثة في مواقع الدمار داخل «إسرائيل».
وفي خطوة لتعزيز الحدود زاد الجيش «الإسرائيلي» من قواته على الحدود مع الأردن ومصر. وعلى الحدود الشرقية مع الأردن، تم توسيع عدد المقاتلين بثلاثة أضعاف تقريباً، بهدف منع أي محاولات تسلل محتملة.
خاتمة
رغم تصنيف غزة كجبهة ثانوية، تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها النوعية ضد الاحتلال، مستغلة إعادة تموضع القوات «الإسرائيلية»، وتشير هذه العمليات إلى مرونة المقاومة وقدرتها على التكيف مع الظروف الصعبة والأهم أنها قادرة على القيام بدورها في إلحاق الخسائر بالعدو، في ظل استمرار التصعيد الإقليمي