الفقمات تفضح الملف البيولوجي الأوكراني
أفادت إدارة جمعية صيادي الأسماك الروسية في وقت سابق من العام الماضي بالعثور على ما يقرب من 700 فقمة نافقة على ساحل بحر قزوين القريب من مصب نهر سولاك في داغستان. وقد أكد عضو لجنة الأمن ومكافحة الفساد في مجلس الدوما الروسي، عبد الحكيم غادجييف، أنّ المعامل البيولوجية الأمريكية قد تكون متورّطة في النفوق الجماعي للفقمات في بحر قزوين.
وأضاف: «تم تجاهل نداءات روسيا والصين ودول أخرى للكشف عن طبيعة الأبحاث التي تجريها المختبرات العسكرية الأمريكية. ومع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تم تفكيك المعامل الأمريكية على وجه السرعة، وسحب المعدّات ونتائج البحث. على ما يبدو، يتم إخفاء شيء ما».
ومع استمرار تحذيرات موسكو حول تزايد مخاطر أنشطة واشنطن البيولوجية، تكشف وزارة الدفاع الروسية مرة أخرى عن حقائق جديدة في هذا السياق، مشيرة إلى أنّ جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، شارك في إعداد وثيقة لإنتاج أسلحة بيولوجية لتحديث الجيش الأمريكي، وكشف عن المعلومات الجديدة قائد قوات الحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كيريلوف، الذي أكد أنّ بولتون يرى أنه من خلال هذا البرنامج يضمن قيادة وسيطرة الولايات المتحدة على العالم، وذلك قبل أن يضطر الأمريكان إلى الاعتراف تحت ضغوط الروس.
وتدير الولايات المتحدة مشاريع بيولوجية شديدة الخطورة في أكثر من 50 مختبراً قرب حدود روسيا. حيث إنّ واشنطن وكييف لم تكشفا عن مشاريعهما المشبوهة التي تمّ تنفيذها منذ عام 2016 تحت الأسماء الرمزية «UP-4» و«Flu-Flyaway» و«P-781» حتى في التقارير السنوية بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية.
وحصلت وزارة الدفاع الروسية على نسخة موسعة حول الأنشطة الأمريكية في أوكرانيا، تؤكد إجراء التدريبات والدورات على مسببات الأمراض ذات العدوى الخطيرة. وقال الجنرال إيغور كيريلوف، عقب نتائج المؤتمر التاسع للدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية: «في وقت سابق، استشهدنا بتقرير DITRA حول الأنشطة في أوكرانيا، الذي نشرته منظمة غير حكومية أمريكية. أخضع البنتاغون الوثيقة لرقابة جدية، وأزال تماماً حوالي 80% من المعلومات. وأصبحت النسخة الموسعة من هذا التقرير متاحة لوزارة الدفاع الروسية، وهي تكشف عن أسماء ومناصب المتخصصين وقادة المشاريع البيولوجية وقائمة المعامل المعنية وكذلك الحقائق التي تؤكد إجراء التدريبات والدورات على مسببات العدوى الخطيرة بشكل خاص». ووفقاً لتقرير المنظمة غير الحكومية، شاركت مؤسسات مقاولة تابعة للبنتاغون (Battelle و Black & VeatchوCH2M Jacobs) بشكل مباشر في تنفيذ المشاريع ذات الاستخدام المزدوج في أوكرانيا. وخلال ذلك تم التركيز على سيناريوهات الرد على التفشي «العرضي» للأمراض غير النمطية في أوكرانيا، مثل الجمرة الخبيثة والتولاريميا.
هذا وقد بدأت الاعترافات الأمريكية في الحادي والثلاثين من كانون الثاني الماضي عندما أعلن منسّق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، أنّ الولايات المتحدة أجرت مع أوكرانيا «بعض الأبحاث للوقاية من الأوبئة»، وزعم أن جميع «مراكز الأبحاث» قد «تركها الأمريكيون وقاموا بتعطيل أنشطتها بأمان» قبل أن تبدأ روسيا بالعملية العسكرية في أوكرانيا.
وصرح كيريلوف بأنّ تطور جائحة «كوفيد-19» حدث وفقاً لتدريبات عقدتها الولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى Event 201، كذلك تابع كيريلوف بأنّ برنامج Ecohealth Alliance يعمل منذ عام 2015 على تعزيز الخصائص المسببة لأمراض فيروسات كورونا وانتقالها من الحيوانات إلى البشر، فيما ظلت وكالات إنفاذ القانون الأمريكية على علم برشوة موظفي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عند تغطية أسباب فيروس كورونا. ووفقاً له، فقد تم نقل المتخصصين الأوكرانيين المشاركين في الأنشطة البيولوجية العسكرية إلى الغرب عام 2022 كشهود على الانتهاكات.
كما لفت كيريلوف إلى أنّ هناك انطباعاً بأن شركات الأدوية طوّرت اللقاحات مسبقاً، إلا أنها لم تستطع طرحها بسرعة في الوقت المناسب بسبب خصوصية الفيروس، وأشار إلى حقيقة أنه قبل شهرين من التقارير الأولى لـ «كوفيد-19» في نيويورك، كانت هناك إجراءات في سياق وباء فيروس كورونا الذي انتقل إلى البشر من الخفافيش عبر جسم خنزير. وتابع كيريلوف أن تطور جائحة «كوفيد-19» وفقاً لهذا السيناريو بالضبط يثير تساؤلات حول طبيعته المتعمَّدة، وتورُّط الولايات المتحدة في هذا الحادث.
وصرح سفير روسيا في واشنطن أنطونوف في الأول من شباط: «يناقض الأمريكيون أنفسهم. لو كان برنامج العمل يتسم بطبيعة سلمية بحتة، لماذا تم وقفه وإغلاق المختبرات بسرعة؟ لماذا كان يعمل هناك مختصون عسكريون وليس من المدنيين. الجواب واضح: كان لدى واشنطن وما زال لديها ما تخفيه». ونوه السفير بأن واشنطن تنقل الآن بنشاط الأبحاث غير المنجزة في أوكرانيا إلى دول آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية. ولتحويل الانتباه، يجري كل ذلك تحت غطاء مؤسسات مدنية مثل وزارة الطاقة والصحة وغيرها، لكي يتجنب البنتاغون أي انتقاد. لكن رغم ذلك لم تتمكن واشنطن من إخفاء الحقيقة بالكامل. تم البدء في تحقيقات حول مشاريع بيولوجية فيدرالية أمريكية، بما في ذلك المتعلقة بتعزيز وظائف السلالات، والآثار الجانبية للتلقيح وغيرها.
ويبدو أن العملية الروسية الخاصة على أراضي أوكرانيا أجبرت علماء الفيروسات الأمريكيين على كنس آثارهم على وجه السرعة. ففي السادس والعشرين من فبراير، اختفت معلومات حول المختبرات البيولوجية الأمريكية من الموقع الإلكتروني لسفارة الولايات المتحدة في أوكرانيا.
وفقاً للخبراء، يعمل 16 مختبراً بيولوجياً أمريكياً على أراضي أوكرانيا. يتم تصنيف بعضها، حيث يمكن إنتاج فيروسات قاتلة، بالسرّية. والخطير أنّ هذه المخابر الحيوية ليست في مناطق نائية، إنما بالقرب من المدن الكبيرة.
يقول عالم الفيروسات العسكري إيغور نيكولين، «هناك 4 منها في كييف، و3 في لفوف، ويوجد أيضاً مخابر في أوديسا، وخاركوف، ودنيبروبيتروفسك».
و«لم تصادق أمريكا قط على اتفاقية حظر استحداث الأسلحة البكتريولوجية والتوكسينية وإنتاجها وتكديسها، ولا على تدمير تلك الأسلحة. لقد قاموا ببساطة بإبعاد هذه المختبرات الخطرة عن أراضيهم. وهي الآن تعمل كأنما في منطقة رمادية. مختبراتهم البيولوجية لا تقتصر على أوكرانيا، إنما هي موجودة أيضاً في جورجيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا. أي تحيط بـ (روسيا) كعدو محتمل. في هذه المختبرات، يختبر علماء الفيروسات العسكريون أحدث ما ينتجونه على مجموعات جينية محددة: على البشر والحيوانات والنباتات. وبالمناسبة، الصين محاطة أيضاً بالمختبرات البيولوجية الأمريكية».
ووفقا لـ نيكولين، على مدى السنوات العشر الماضية، تحولت أوكرانيا عملياً إلى «قنبلة بيولوجية» بالنسبة للبلدان المجاورة.
لدى استخباراتنا معلومات تفيد بأن عينات من فيروس الجدري نُقلت سراً إلى مختبر خاركوف في حاويات خاصة. وقد انتشر خبر التقرير الذي أرسل إلى البنتاغون. وفيه، تحدث علماء الأحياء الدقيقة الأمريكيون عن نتائج مظفّرة. فقد تمكنوا من تخليق بنية فريدة من جينوم فيروس الجدري، يمكن أن تتنكّر في شكل فيروس كورونا. وقد قال رجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس مؤخَّراً إنّ الوباء القادم سيكون الجدري، الذي يتسبب بوفيات تبلغ 90%.