السعودية تندار وتبدي رغبتها بالانضمام إلى بريكس

حيث صرح رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوزا، الذي عاد لتوه من السعودية بعد زيارة دولة، إن المملكة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، وهو التحالف الذي يسيطر على ربع الاقتصاد العالمي. 

إذ أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن رغبة المملكة العربية السعودية في الانضمام إلى مجموعة «بريكس». وتجدر الإشارة إلى أن السعودية ليست الدولة الوحيدة التي تسعى إلى عضوية «بريكس»، حيث أن هناك عددا من الدول على اتصال مع "بريكس" حول هذه المسألة. 

وقد تأسست مجموعة «بريكس» في 2006، وهي اختصار للأحرف الأولى باللغة الإنجليزية لأسماء الدول المكونة للمنظمة (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا). 

ويعتبر التكتل صاحب أسرع نمو اقتصادي في العالم، وتساهم دول «بريكس» بنحو 25% من إجمالي الناتج العالمي، وتحتل قرابة 26% من مساحة الأراضي في العالم. 

فيما أعربت وزارة الخارجية الصينية، عن دعمها لتوسيع عضوية تحالف «بريكس» ‏الاستراتيجي وذلك بعد إظهار السعودية عزمها واستعدادها للانضمام إلى المجموعة. 

ودعا تعاون «بريكس بلس» الذي تم إنشاؤه في عام 2021 ، قادة البلدان النامية خارج دول البريكس للانضمام إلى الحوار، إذ قالت الصين في قمة البريكس الرابعة عشرة في حزيران إن «بريكس» ليست نادياً مغلقاً أو دائرة حصرية، ولكنها عائلة كبيرة من الدعم المتبادل والشراكة من أجل التعاون المربح للجانبين، وقد حضر اجتماع الفيديو لبريكس بلاس عدد من الدول المرشحة لاحقاً للانضمام إلى بريكس وهي الأرجنتين وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا والسنغال وتايلاند. 

وكانت دول «بريكس» قد أصدرت بياناً في أيلول الماضي عقب الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الذي عقد على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد الحاجة إلى إصلاح شامل للأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن التابع لها، بهدف جعلها أكثر تمثيلاً وفعالية وكفاءة، وزيادة تمثيل البلدان النامية، حتى تتمكن من الاستجابة بشكل مناسب للتحديات العالمية. 

فيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن هناك 15 دولة مهتمة بالانضمام إلى «بريكس». وأشار إلى أن ذلك ليس مجرد انعكاس لسلطة دول "بريكس" كمنصة دولية، بل هو انعكاس لفهم هذه البلدان أن «بريكس» تقدم "بديلاً حقيقياً للعالم أحادي القطب، وهي نموذج حقيقي عملي للتعاون.

 حيث لا يوجد قادة وأتباع، ولا توجد محاولات لإملاء حلول معينة". 

وقال ريابكوف: «إنني لا أسميها منظمة متعمداً لأن هذه الرابطة للدول، خالية من البيروقراطية العابرة للأمم، وتلك إحدى نقاط القوة في (بريكس). وقد بدأنا العمل، ونحتاج إلى النظر في المعايير التي يمكن من خلالها دعوة الأعضاء الجدد، حيث نحتاج إلى النظر كذلك في منهجية مناسبة لهذه القضية بشكل عام». 

ويبدو أن هذا التحالف يقف الآن في مواجهة تحالف الدول السبع النيوليبرالية بقيادة الولايات المتحدة (وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان) وتسعى عدد من الدول ذات الأوزان الثقيلة في الشرق الأوسط إلى الانضمام إلى هذا التحالف والدول المرشحة هي الإمارات ومصر والسعودية وتركيا والجزائر. 

حيث صرحت بورنيما أناند رئيسة المنتدى الدولي لدول مجموعة «بريكس» في وقت سابق، إن تركيا ومصر والسعودية قد تنضم "في القريب العاجل جداً"، إلى قوام المجموعة.   

وكانت الصين وروسيا والهند قد ناقشت هذا الموضوع، خلال قمة قادة مجموعة «بريكس» الرابعة عشرة. وأضافت: «لقد أبدت كل هذه الدول اهتمامها بالانضمام وتستعد لتقديم طلب العضوية. أعتقد أن هذه خطوة جيدة، نظراً لأنه يتم دائماً النظر بشكل إيجابي إلى مثل هذا التوسع، ومن الواضح أنه سيزيد من تأثير بريكس في كل العالم». 

إن التغيرات المتسارعة في تغيرات توازنات القوى العالمية تتدحرج ككرة ثلج لم تتوقعها دول السبع الكبرى، التي ينفض العالم من حولها ويبادر للانضمام إلى تحالف القوة الصاعدة العالمية الجديد، أملا في عالم أكثر إنصافاً للقوى الاقتصادية الناشئة في مواجهة الدول الاستعمارية القديمة التي فقدت ألقها مع تعرية الأزمة الاقتصادية العالمية للجميع.