تاس: «ما هي الأمور المعروفة عن الوكالة اليهودية (سخنوت)؟»
وكالة تاس الروسية وكالة تاس الروسية

تاس: «ما هي الأمور المعروفة عن الوكالة اليهودية (سخنوت)؟»

نشرت وكالة تاس الرسمية الروسية يوم أمس، الإثنين 25 تموز، مقالاً موسعاً حول الوكالة اليهودية (السخنوت)، ويحتوي على استعراض تاريخي موسوعي لنشأة المنظمة وعملها، بما في ذلك كونها منظمة تابعة للصهيونية العالمية من الأساس، وكذلك طبيعة علاقاتها مع بريطانيا ومع ألمانيا النازية، وذلك على خلفية التصعيد الجاري حول المسألة، والذي يشهد ثلاث محطات جديدة خلال هذه الأيام، وهي:

  • جلسة الاستماع الأولى في قضية وقف أنشطة الوكالة في روسية في محكمة «باسماني»، ستجري بعد غدٍ الخميس.
  • تستمر السلطات الروسية في عدم منح تأشيرات للوفد الذي شكلته «إسرائيل» برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي»، لزيارة روسيا لمناقشة الموضوع ومحاولة الوصول إلى تسوية.
  • رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، والذي هو نفسه وزير الخارجية، يوجه وزارته للتجهيز لسلسلة من الإجراءات الجوابية في حال تم إيقاف نشاط السخنوت. ومسؤولون سابقون في حكومته يقولون إنّ تلك الإجراءات ربما تشمل الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، من بين إجراءات أخرى.

وفيما يلي تقدم قاسيون الترجمة الكاملة للمقال نقلاً عن تاس:

«ما هي الأمور المعروفة عن الوكالة اليهودية (سخنوت)؟»

تاس- في 25 تموز 2022، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فمن المقرر زيارة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي إيال حولاتا إلى موسكو من أجل تسوية الوضع حول أنشطة الوكالة اليهودية في الاتحاد الروسي. في وقت سابق، أعربت وزارة العدل في الاتحاد الروسي عن ادعاءات ضد هذه المنظمة غير الربحية المستقلة المتعلقة بانتهاك القانون الروسي وطالبت بإغلاقها. و(سخنوت) هي منظمة صهيونية دولية تعمل على «إعادة التوطين» باتجاه إسرائيل، ومساعدة العائدين، فضلاً عن القضايا المتعلقة بالتعليم اليهودي الصهيوني والمجتمع اليهودي العالمي.

تاريخ المنظمة

في عام 1908، أنشأت المنظمة الصهيونية العالمية المكتب اليهودي الفلسطيني على أرض فلسطين، التي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية. كانت وظائفها تتمثل في تمثيل مصالح اليهود في العلاقات مع السلطات التركية، والمساعدة في هجرة اليهود إلى فلسطين وشراء الأراضي هناك.

بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في عام 1922، حصلت بريطانيا على حق الانتداب على فلسطين. وفي وثيقة أصدرتها عصبة الأمم، ذُكر اسم "الوكالة اليهودية" لأول مرة وتم تحديد الوظائف الرئيسية لهذه المؤسسة: "التعاون مع الحكومة [البريطانية] في كل ما يتعلق بإنشاء وطن قومي لليهود".

في 11 آب 1929، وبقرار من المؤتمر الصهيوني السادس عشر في زيورخ، تم تغيير اسم المكتب اليهودي الفلسطيني إلى الوكالة اليهودية لفلسطين، وتم نقل المقر الرئيسي من يافا (تل أبيب الآن) إلى لندن. بعد تشكيل دولة إسرائيل في عام 1948، تم تغيير اسم المنظمة إلى الوكالة اليهودية لإسرائيل وأصبحت حلقة الوصل الرئيسية بين إسرائيل والمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم ومقرها في القدس.

نشاط المنظمة

دافعت "سخنوت" منذ لحظة تشكيلها عن مصالح اليهود في فلسطين الانتدابية. في عام 1930، نظمت عملاً سياسياً ضد "الكتاب الأبيض" البريطاني (وثيقة صاغها وزير المستعمرات البريطاني، اللورد باسفيلد)، والتي فرضت قيوداً كبيرة على هجرة اليهود إلى فلسطين وحيازتهم للأرض. أدى ذلك إلى حقيقة أن الوثيقة لم تتم الموافقة عليها أبداً.

في 1934-1948، سهلت الوكالة اليهودية الهجرة اليهودية إلى فلسطين بما يتجاوز الحصص التي حددتها بريطانيا العظمى؛ فخلال هذه الفترة، دخل أكثر من 150.000 يهودي الأراضي الفلسطينية بشكل غير قانوني. في عام 1933، أبرمت الوكالة اتفاقية مع ألمانيا النازية، سمح بموجبها لنحو 50 ألف يهودي ألماني بالهجرة إلى فلسطين مع الحفاظ على جزء من ممتلكاتهم.

خلال الحرب العالمية الثانية، واصلت المنظمة مساعدة اليهود في «إعادة التوطين» في فلسطين. كما ساعدت في تجنيد 40 ألف يهودي لمساعدة الجيش البريطاني وحلفائه في محاربة النازيين. بعد إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948، واصلت الوكالة نقل المهاجرين إلى فلسطين، واستقبال المهاجرين وتوطينهم، وإنشاء التعليم اليهودي والصهيوني في الشتات. ولأداء هذه المهام، تعمل "سخنوت" مباشرة من خلال ممثليها في أكثر من 65 دولة حول العالم.

منذ عام 1929، ساهمت سخنوت في «إعادة توطين» أكثر من 3 ملايين من «العائدين» إلى إسرائيل وإنشاء حوالي ألف مستوطنة جديدة.

تنقسم برامج نشاط الوكالة إلى عدة مجالات: العودة إلى إسرائيل والمساعدة في التنمية الفورية. الحفاظ على الهوية اليهودية وتعزيزها في إسرائيل وفي الشتات اليهودي، دعم الشرائح الضعيفة من السكان في إسرائيل والشتات. كجزء من المساعدة في الهجرة إلى إسرائيل، تقدم الوكالة برامج لإعادة توطين جميع أفراد الأسرة، من أجل التكيف المهني والتعليم في إسرائيل.

من أجل الحفاظ على الهوية اليهودية، تنفذ سخنوت العديد من البرامج داخل إسرائيل وخارجها. على سبيل المثال، يعمل برنامج (Partnership2Gether) التابع للوكالة على تعزيز تنمية الروابط بين المجتمعات اليهودية حول العالم، ويشارك فيه أكثر من 350 ألف شخص كل عام. هناك أيضاً العديد من البرامج التعليمية والتدريب الداخلي والمبادرات لتحسين حياة الجاليات اليهودية والإسرائيليين، إلخ.

بنية الوكالة

الهيئة الإدارية العليا للوكالة اليهودية هي الجمعية العامة، وهي اجتماع سنوي يعقد في إسرائيل وهو: "التمثيل الأكثر اكتمالاً والأوسع للشعب اليهودي". يحضره مندوبون منتخبون وفقاً للمبدأ التالي: 50٪ ممثلو المنظمة الصهيونية العالمية، و30٪ من الفيدراليات اليهودية المتحدة، و20٪ من الصندوق الرئيسي ("كيرين هايسود"، المنظمة الرئيسية التي تجمع التبرعات لإسرائيل).

أثناء انعقاد الجمعية، كان رئيس إسرائيل ورئيس الوزراء وزعيم المعارضة يخاطبون المندوبين بشكل تقليدي. وتناقش الجلسات والمناقشات قضايا مثل الديموغرافيا، وتقوية الروابط بين يهود الشتات وإسرائيل، ومعاداة السامية، والتعريف الذاتي اليهودي لجيل الشباب، والعودة إلى الوطن والمشاركة في الحياة العامة لليهود.

الهيئة الإدارية هي مجلس المحافظين. يتحكم في ميزانية المنظمة ويدير عملياتها ويطور سياسات وبرامج التعاون مع الحكومة الإسرائيلية. يتم انتخاب أعضاء المجلس لمدة سنتين بنفس نسبة انتخاب الجمعية العامة. الرئيس الحالي لمجلس الإدارة هو مارك ويلف.

يتم تنفيذ البرامج والسياسة المخططة للوكالة من قبل الهيئة التنفيذية تحت سيطرة مجلس المحافظين. يرأسها حالياً دورون ألموغ.

الأمين العام هو المسؤول عن التنسيق بين أعضاء الجمعية ومجلس المحافظين والهيئة التنفيذية. جوش شوارتز هو الأمين العام.

يتم تمويل المنظمة من قبل الجاليات اليهودية الكبرى والاتحادات والمؤسسات والجهات الراعية من جميع أنحاء العالم، الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود(International Fellowship of Christians and Jews).

jewish_agency_logo_star_of_david_3251475890

"سخنوت" في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة

بدأت الوكالة اليهودية العمل على أراضي الاتحاد السوفياتي في عهد ميخائيل جورباتشوف، الذي اتبع مساراً نحو التقارب مع الغرب. افتتح أول مكتب تمثيلي في عام 1989 (قبل عامين من استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي، التي انقطعت في عام 1967).

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في الفترة 1990-2000، هاجر ما يقرب من مليون شخص إلى إسرائيل من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي (حوالي سُبع سكان إسرائيل في ذلك الوقت)، بما في ذلك حوالي 300 ألف من الروس. كان السبب الرئيسي للهجرة هو الأزمة السياسية والاقتصادية في البلدان التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. بعد ذلك، مع استقرار الوضع في جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفيتي، بدأت موجة الهجرة الجماعية في الانخفاض.

في عام 2021، وفقاً لوزارة الإعادة والاندماج الإسرائيلية، ارتفع عدد العائدين من روسيا بنسبة 10٪ مقارنة بعام 2020 وبلغ 7.5 آلاف (27٪ من إجمالي عدد العائدين).

تعمل مكاتب تمثيلية للوكالة اليهودية في روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا ومولدوفا وأذربيجان وجورجيا وأوزبكستان وكازاخستان. في روسيا، تعمل الوكالة في موسكو، سانت بطرسبرغ، سامارا، روستوف، بياتيغورسك، يكاترينبورغ، إيركوتسك، نوفوسيبيرسك، خاباروفسك.

إنهاء الأنشطة في روسيا

في 21 تموز 2022، رفعت وزارة العدل في الاتحاد الروسي دعوى قضائية أمام محكمة باسماني في موسكو تطالب بتصفية الوكالة اليهودية لإسرائيل. وقالت القناة التلفزيونية الإسرائيلية 13 أن سخنوت متهمة بجمع معلومات عن المواطنين الروس من أصل يهودي وأن العلماء ورجال الأعمال يُمنحون الأفضلية أثناء الإعادة إلى الوطن. وقال السكرتير الصحفي لرئيس الاتحاد الروسي دميتري بيسكوف إن "هذا يرجع إلى مراعاة التشريعات الروسية". في 24 يوليو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إن "العلاقات مع روسيا مهمة لإسرائيل" وأن إغلاق "سخنوت" سيؤثر بشكل خطير على العلاقات بين إسرائيل وروسيا الاتحادية.

 

اضغط هنا للانتقال إلى رابط المصدر

آخر تعديل على الثلاثاء, 26 تموز/يوليو 2022 16:08