«دواعش» أوكرانيا: شهادات عن جرائم النازيين الجدد
سلمى وليد سلمى وليد

«دواعش» أوكرانيا: شهادات عن جرائم النازيين الجدد

نشرت جريدة اليونغه فلت الألمانية المعارِضة تقارير حديثة عن بعض ممارسات النازيين الجدد في أوكرانيا، وذلك بناءً على تواصُلها مع يساريّين أوكرانيين حدَّثوها عن كيف يتعامل الفاشيّون، ومعظمهم من أفراد القوات المسلّحة، مع الوضع في أوكرانيا على أنه ترخيصٌ لهم لتعذيب وقتل الناس، وخاصَّةً تصفية اليساريين. وفيما يلي بعض ما جاء في تلك الشهادات...

هاجمت مجموعة من قوات الأمن الأوكراني مدعومةً بمقاتلي التشكيل النازي الجديد المعروف باسم «آزوف» في مدينة دنيبرو Dnipro بيتَ «ألكسندر ماتيوشينكو» و«ماريا م». وتمّ ضرب ألكسندر حتى تكسّرت أضلاعه وأصيب بعدد من الجروح في الوجه مع التسبّب له بأذيّة في العين. وتقول ماريا: «بصقَ أحدهم في وجهي وقصَّ شعري بالسكين». استولوا على جميع أجهزة الكمبيوتر والموبايلات. ثبَّتونا على الأرض وأجبرونا على ترديد الهتافات التي تردّدها كتيبة آزوف عادةً، كما اعتقلوا ألكسندر، وكالوا له مجموعة من التهم الكاذبة قد يصل حكمها إلى 15 عاماً.

52552

ألكسندر وماريا ناشطان في جبهة معادية للفاشية تشكّلت منذ سنتين، حيث دعمت المنظمة اليسارية الإضرابات والاحتجاجات عبر مسيرات ومنشورات ضدّ تخفيض الدعم الاجتماعي، والأجور المنخفضة، وتقييد الديمقراطية ووسائل الإعلام في ظل النظام الأوكراني الحالي.
وكان ماتيوشينكو قد انتقد في مقالٍ صحفي في عام 2020 المعارضة اليمينة والنظام الأوكراني قائلاً: «تتنافس الحكومة اليمينية والمعارضة اليمينية مع بعضهما البعض في مناهضة الشيوعية وكراهية الأجانب والعنصرية».

ولنشر الترهيب، تماماً كما يتصرّف تنظيم «داعش» الإرهابي، قامت جماعة آزوف بنشر صورة ألكسندر بعد تعذيبه.
أيضاً في ماريوبول، عُثِرَ في أحد الأقبية التي تم تحريرها من كتيبة آزوف جثةُ فتاة تم التمثيل بجثتها وحفر على بطنها علامة كتيبة آزوف الإرهابية.
ويَذكُر تقرير صحيفة اليونغه فلت نقلاً عن يساريّين في أوكرانيا أنه «ومنذ تغيير النظام في العام 2014، ظلَّ المجرمون اليمينيون المتطرفون في الغالب دون مضايقة من قبل السلطات. بل غالباً ما يتم مكافأتهم: ففي بداية شهر مارس/آذار، تم تعيين ماكسيم مارشينكو حاكماً لمنطقة أوديسا، وهو القائد السابق لكتيبة (أجدار) Ajdar، التي اتهمتها منظمات حقوق الإنسان بارتكاب العديد من الممارسات العنيفة».

يُذكَر أنه مع دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا تمّ الإفراج عن عدد كبير من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بدوافع عنصرية تحت مسمّى «خادمي الشعب»، كما تمّ منع جميع الأحزاب اليسارية، حتى تلك التي تسمّي نفسها «يساراً ليبرالياً». أما الأحزاب الشيوعية والاشتراكية فكانت قد حُظِرَت سابقاً عام 2015.

مثل هذه التقارير غير مرغوبة من قبل السلطات الألمانية التي لم تكتفِ بحظر الإعلام الروسي ومنع مواطنيها من حرية الوصول إلى مصادر أخرى غير «الرواية الرسمية» الغربية عمّا يجري، بل وتمارس باستمرار مضايقات لمنابر مثل صحيفة اليونغه فلت اليسارية المعارِضة. والأسوأ أنّ السلطات الألمانية لم تحرّك ساكناً تجاه السفير الأوكراني في ألمانيا أندريه ميلنيك الذي قام بالتعدّي اللفظي على فابيو دو ماسي الذي كان مندوباً عن حزب اليسار في البرلمان الألماني عام 2017 حتى 2021، وقبلها مندوباً عن حزب اليسار في البرلمان الأوروبي، إذْ كتب السفير الأوكراني على تويتر: «فابيو دو ماسي وكلّ رفاقك، الأفضل أن تخرسوا أفواهكم اليسارية»، في احتجاج منه على انتقاد كتائب آزوف.

بتصرّف عن:
Blutrausch, Folter, Lynchjustiz
Stundenlange Prügel und Demütigung
Andrij Melnyk tweet

آخر تعديل على السبت, 02 نيسان/أبريل 2022 19:37