سخافة تنصيب «ملوك» في القرن 21!
اضطرت إليزابيث ملكة بريطانيا للتخلي عن ظهور علني آخر بسبب تدهور صحتها، وهذه المرة بسبب التواء في الظهر. أمضت ليلة في المستشفى خضعت لاختبارات غير محددة الشهر الماضي، مما أدى إلى الكثير من التكهنات حول صحتها. قد تعتقدون أنه أمر «شكلي» أو «غير مهم» لكن إذا تذكّرنا أنّ آخر طقوس تنصيب ملكيّة في بريطانيا كانت عندما تولّت إليزابيث العرش منذ أكثر من نصف قرن، وعندما نفكر بأنّ بريطانيا في القرن الحادي والعشرين ستعيد طقوس تنصيب الملوك كما في القرون الوسطى المتخلّفة سيبدو الأمر سخيفاً حقاً...
ترجمة وإعداد: قاسيون
قالت الملكة البالغة من العمر 95 عاماً في كلمتها أمام قمة COP26 في وقت سابق من هذا الشهر، والتي تم عرضها عبر الفيديو: «لن نعيش إلى الأبد».
وجود «ملك» هو أمر يجب إعداد الناس لقبوله في بريطانيا اليوم... بدأ يحدث ارتفاع مفاجئ باستخدام عبارة «ملك المستقبل» في إشارات وسائل الإعلام الإخبارية البريطانية إلى الأمير تشارلز، الذي سيرث العرش عند وفاة والدته المسنة. سيستغرق الأمر الكثير من الاستعداد حتى يعتاد أعضاء الكومنولث البريطاني على فكرة أنهم على وشك أن يكون لديهم ملك.
على الأقل وجود ملكة هو شيء ولد أغلبنا معتاداً عليه، وهذا كل ما نتذكره؛ تولت إليزابيث العرش في عام 1952 وكانت موجودة بسبب صعود «الحركة النسوية» وإدماج المرأة في السياسة ومكان العمل، وحقيقة أنّ هناك امرأة ترأس النظام الملكي البريطاني طوال ذلك الوقت جعلت الوجود الباذخ للعائلة المالكة في العصر الحديث تبدو أقل شططاً مما لو كان سيبدو عليه. لقد اعتدنا على وجود ملكة.
الآن سنشهد تنصيب ملك! ومتى؟ في العشرينيّات من القرن الحادي والعشرين! وسيكون الأمر مضحكاً. سيكون لدينا ملك يا أصحاب! ملك حقيقي حقيقي، ليس في حكاية أطفال خيالية، ولا في معرض من عصر النهضة، ولا في أحد أفلام السينما.
ليس على سبيل المزاح أيضاً. الناس سوف يأخذون الأمر على محمل الجد. سوف يشيرون إليه على أنه «الملك» ويطلقون عليه لقب «جلالة الملك»، ويفعلون ذلك بطريقة غير متجانسة تماماً. سيمتشق سيفاً ويركب فرساً وما إلى ذلك، مثل بعض المهووسين في عالم الأزياء التنكرية في مؤتمر خيالي.
سيكون الملك على أرزاق الناس، ليس فقط في المملكة المتحدة، ولكن في أماكن كما لدينا هنا في أستراليا أيضاً. حتى أنه ستكون لديه سلطة عزل المسؤولين المنتخبين لدينا من خلال حاكمه العام إذا رأى ذلك مناسباً!
إنه لأمرٌ يتعلق بأكثر الأشياء سخافة التي يمكن أن تتوصل إليها، وسيحدث في وقتنا هذا وأيامنا هذه التي سئم فيها الناس بالفعل من هياكل السلطة الحاكمة كما هي... أعني، فكروا بالأمر، يتم استغلال الجميع من قبل المليارديرات وتجري الخيانة من قبل السياسيين وهيمنة الوكالات الحكومية وغير الحكومية المبهمة وغير الخاضعة للمساءلة حيث تزداد الظروف المعيشية سوءاً بالنسبة للطبقة العاملة، وفوق ذلك سيقومون بإلباس أحدهم تاجاً ويقولون لنا: «حسناً هذا ملككم الآن»!
لن تسير الأمور على ما يرام، وسيكون من المضحك للغاية مشاهدة ما يحدث. لقد كان سؤالاً صعباً بما فيه الكفاية في عشرينيّات القرن الماضي أنه لا تزال هناك عائلة ملكية ملطخة بالدماء من سلسلة طويلة من اللصوص القاتلين المتعصبين للعرق الأبيض، الاستعماريين والذين يسرقون دافعي الضرائب دون سبب مشروع، لكن ملكاً الآن سيحل محلّ «سيدة الصلصال» العجوز... هل سوف تتعوّدون جميعاً على أحمق ما وتدعونه «ملكنا»؟ نعم؟ حظاً سعيداً لكم في ذلك.
بتصرف عن: Elizabeth Will Die Soon And Then We’ll Have A “King” And It Will Be Hilarious