«صفه»... ما تركت محل للصَّفّة!
نيفين راجو نيفين راجو

«صفه»... ما تركت محل للصَّفّة!

استيقظ أهالي مدينة حلب في يوم 7 أيلول الماضي على مشهد حركة تنظيم خدمية في عدد من شوارع المدينة، التي اتضح فيما بعد أنها تنفيذ لمشروع المواقف الطرقية المأجورة وتابعة لشركة تدعى «صفه» الحديثة التابعة لـ«كارتل كروب».

الشارع العام «بَطَّل عام»

الجدير بالذكر أن خدمة المواقف الطرقية هو مشروع يستهدف الشوارع العامة والنقاط الحيوية ضمن المدن من قبل شركات خاصة تستثمر هذه المواقف العامة (التي هي جزء من الشارع أصلاً) لتحوّلها فيما بعد إلى مواقف مأجورة مقابل مبلغ معين لكل ساعة أو نصف ساعة.
ففي مدينة حلب وقّع مجلس مدينة حلب عقداً لمدة ثماني سنوات بقيمة 8 مليار ليرة سورية. من ثم بدأت هذه الشركة بتنفيذ مشروعها مستهدفة الشوارع العامة والفرعية وكل الشوارع القريبة والمحيطة بالمنشآت الحكومية، ابتداءً من القصر العدلي، والقصر البلدي، مروراً بالهجرة والجوازات، والفيض، التي باشرت بالعمل فيها بالإضافة إلى الفرقان، والعزيزية، والجميلية. ومن ثم ستتم المتابعة حتى حلب القديمة، ومساكن هنانو، والشعار...

أي نوع من الدعم يحتاج الشارع؟

لا يخفى عن أي مواطن سوري الوضع المعيشي الرديء الذي تعيشه البلاد... فالهوّة بين دخل المواطن وتكاليف المعيشة الضرورية كبيرة جداً (فرق من الأرض للسماء) بالإضافة إلى كمية القرارات المتلاحقة في رفع أسعار شتى المواد الاستهلاكية منها والغذائية والتي لا تصب في مصلحة المواطن نهائياً.
في هذا الوقت، الشارع بحاجة إلى حلول جذرية... على الأقل أن يتمّ تنشيط أي قطاع (زراعي أو صناعي أو إنتاجي) بشكل جدّي ودون تخصيصه لصالح قلة قليلة كما يحصل بالعادة – مثل إنتاج الزيت النباتي مؤخراً – أو على الأقل تقديم ما يساعد المواطنين لتنشيط الإنتاج (زراعي أو صناعي) لكي نستطيع ولو بشكل جزئي التوجه إلى الإنتاج (الحقيقي) نوعاً ما...
لكن الواضح أن الشارع السوري بشكل عام والحلبي بشكل خاص «كامل مكمّل» ولا ينقصه إلا مواقف طرقية مأجورة!