هل الإضرابات الأمريكية ضدّ اللقاحات حقاً؟
جيف شوركي جيف شوركي

هل الإضرابات الأمريكية ضدّ اللقاحات حقاً؟

باختصار: موجات الإضراب المتزايدة التي انطلق بها العمّال مؤخراً في الولايات المتحدة، تطالب برفع الأجور وتحسين ظروف العمل، ولا تهدف لرفض اللقاح الإجباري. لقد طفح الكيل بالعمّال في الولايات المتحدة، وكان الشهر الماضي مليئاً بالإضرابات لدرجة أنّهم أطلقوا عليه اسم «Striketober / إضرابكتوبر»، ولهذا استقطبت احتجاجات العمّال الكثير من الاهتمام.

ترجمة : قاسيون 

يعود السبب في عدم فهم المتابعين لما يجري والتباس الأمر عليهم، إلى التغطية المتحيزة للإعلام الشركاتي، والإيديولوجيا التي يعتنقها. إضافة إلى واقع أنّ قلّة قليلة من الأمريكيين لديهم خبرات شخصية كافية مع الاتحادات والنقابات العمّالية.

ويبدو أنّ هناك أعداد مقلقة من الأمريكيين لديهم انطباع خاطئ بأنّ عشرات الآلاف من العاملين ذوي الدخول المنخفضة، وعدد ساعات العمل المرهقة، قد لا يقومون بالإضراب والاحتجاج بسبب واقعهم المعيشي، وبأنّ «السبب الأهم» هو رفض اللقاح، ويبدو أنّ الإعلام الأمريكي السائد ومن خلفه رأس المال الذي يموّله متورّط في الترويج لهذه الرواية التي تحاول إخفاء الأسباب الحقيقية المحركة لإضرابات العمّال.

تقارير ليست من الواقع بشيء

على الرغم من حقيقة أنّ هناك بعض النقابات التي عارضت بشكل صريح اللقاح، والتي قد تؤدي مواقفها للضوضاء والتشويش الناجم عن تكثيف التغطية الإعلامية لما تقوله، فمسألة اللقاح لا يمكنها أن تختزل مطالب العمّال.

بدا هذا التشويش واضحاً في المقابلة التلفزيونية التي أجراها الممثل العمّالي جون ماكارديل مع مراسل صحيفة هوفنغتن بوست، فما إنْ فتح المضيف خطوط الهاتف حتّى تهافتت الاتصالات والأسئلة حول مسألة اللقاح، ما اضطرّ ماكارديل للتوضيح مراراً بأنّ مسألة اللقاح ليست ضمن مطالب الإضرابات القائمة.

في الواقع هناك الكثير من التقارير الإخبارية عن النقابات التي وقفت ضدّ التلقيح الإجباري، والعديد من القصص الفردية التي ظهر فيها أشخاص يفضلون الطرد من العمل على إجبارهم على أخذ اللقاح. لكن وبغض النظر عن تركيز الإعلام على هذه القصص، حتى أرباب العمل أنفسهم عبر البلاد أكّدوا بأنّ 80% إلى 90% من الموظفين لديهم يمتثلون لمتطلبات التطعيم.

في مثال عن التغطية الإعلامية الشركاتية، جاء العنوان العريض لما أوردته شبكة سي.إن.إن الأمريكية: «هنا تأتي حركات التضامن المناهضة لمتطلبات اللقاح»، والتي تقوم بسرد الكثير من التقارير حول معارضة اللقاح متجاهلة السبب الحقيقي للإضرابات. يمكننا رؤية ذلك لدى فوكس نيوز كمثال، والتي مضت بعيداً بادعاءاتها بأنّ العاملين في المجال الصحي قد أضربوا احتجاجاً على قبول أصحاب العمل باللقاحات، بينما في الواقع قلّة قليلة من المحتجين أزعجهم ذلك.

وحتّى الضجيج الإعلامي حول النقابات التي ترفض التلقيح – كما بيّن ديفيد كامبر من معهد الدراسات الاقتصادية – تدور مطالبها ليس حول الرفض التام للتلقيح، بل حول المساومة على متطلبات التلقيح، أيْ حول انزعاج العمّال من قيام أرباب العمل بمعاملة تمييزية بين العمال الملقحين وغير الملقحين بحيث يتذرّعون بالحالة التلقيحية للعمّال من أجل حرمانهم من بعض حقوقهم، مثل الإجازات مدفوعة الأجر، أو مطالبتهم بإثباتات معينة للحصول على حقوقهم الطبيعية التي يفترض أن يحصلوا عليها كعمّال بغض النظر عن اللقاح.

 

بتصرّف عن: No, the Strike Wave Is Not About Vaccine Mandates

 

آخر تعديل على السبت, 06 تشرين2/نوفمبر 2021 12:06