منصة الغابات ومراقبة الحرائق إعلام أم أفعال؟

منصة الغابات ومراقبة الحرائق إعلام أم أفعال؟

تؤثر حرائق الغابات عالمياً في التركيب الكيمياوي للجو وتؤثر في أنواع النبات والحيوان، ولها مضار على الصحة، وعلى وسائل عيش السكان المحليين ومدخولهم، وخصوصاً السكان الذين يقطنون في الغابات وعلى أطرافها.

استطاعت الحرب في سورية أن تلتهم كثيراً من الجزء المتبقي من الغابات السورية

تعتبر مساحات الغابات قليلة نسبياً بالمقارنة مع الجغرافيا السورية الشاسعة، والتي لم تكن تغطي أكثر من 232.8 ألف هكتار قبل الحرب، وكانت بمثابة الرئة للبلاد، ورغم أنه لا توجد إحصاءات حول حجم الضرر الذي لحق بالغابات والمناطق الحرجية، إلا أن تقديرات وزارة الزراعة تشير إلى وجود “أضرار كبيرة جداً” في المساحات الحرجية والغابات، سواء بفعل الحرائق التي تسببت بها الحرب، أو بسبب عمليات قطع الأشجار لاستخدامها في التدفئة.

 

بعد الحرائق الكارثية التي نشبت في تشرين الأول من العام الماضي وتخطى عددها الـ 170 حريقاً في اللاذقية وطرطوس وحمص وحماه، تفتقت آخر الحلول عن إنشاء “منصة الغابات ومراقبة الحرائق F I R M O” التي ولدت بالاتفاق بين الاستشعار عن بعد ووزارة الزراعة، وهي منصة خاصة للغابات ومراقبة الحرائق أطلقتها هيئة الاستشعار عن بعد على الفيس بوك.

ومن المفترض أن تقدّم الهيئة من خلالها معلومات دوريّة حول الغابات ومراقبة الحرائق في سورية، عبر ربط البيانات التّقليديّة والاستشعاريّة معاَ، ونظام FIRMO  المعلوماتي المكاني.

 

من أجل التّنبؤ بمخاطر الحرائق واحتماليّة نشوبها  ورسم خرائط مكوّنات الغطاء النّباتي والبنى التّحتيّة لإدارة الغابات والتحذير قبل نشوب الحرائق ومراقبة مواقع الحراج التي تعرّضت للحريق وشدّاته وتقييم الأضرار.

وقد حذرت منصة الغابات ومراقبة الحرائق منذ بديات حزيران الحالي من احتمال انتشار شديد للحرائق في مناطق الغابات وخاصة في غابات السفح الشرقي لسلسلة الجبال الساحلية لكن ذلك لم يمنع من حدوثها حيث ما زالت وزارة الزراعة تؤكد أنها تعمل حالياً على وضع خطة وطنية شاملة واستراتيجية حقيقية لتنظيم مكافحة حرائق الغابات.، وإذا كنا ما زلنا في مرحلة التخطيط بالنسبة للوزارة فيحق لنا أن نتساءل بعد معرفتنا بكون هذه  المنصة تقدماً في هذا المجال، هل منصة المراقبة تكفي لمكافحة الحرائق؟ إن مواسم الحرائق والأماكن المحتمل نشوبها بها معروفة من قبل وزارة الزراعة، والتجهيزات والمعدات والخطط المطلوبة للوقاية  الحرائق كخطوط النار في الغابات وجاهزية إطفائيات الحراج ومراقبي الحراج كلها معروفة أيضاً من قبل وزارة الزراعة، وتضاف إليها اليوم المعرفة التي تقدمها المنصة. لكن كل هذه المعرفة لم تمنع نشوب الحرائق سابقاً ولم تقدم شيئاً يذكر في مجال إطفاءها (في العام الماضي على الأقل).

نحن لسنا بحاجة إلى هياكل إدارية جديدة وسياسات تملأ الإعلام، بل إلى تطبيق هذه السياسات والخطط على أرض الواقع لأن ما هو مطلوب معروف من قبل الجميع وكفانا ضجيجاً دون عمل على الأرض.

 

آخر تعديل على الأربعاء, 07 تموز/يوليو 2021 17:50