البنتاغون: التكنولوجيا العسكرية الروسيّة أم الأمريكيّة؟
«الجيش الروسي أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجيّة ممّا وصلت إليه الولايات المتحدة، وهو يطوّر بسرعة قدرات الذكاء الصنعي لاكتساب ميزة معلوماتية في ساحة المعركة». هذا ما حذّر منه تقرير للخبراء المفوضين بإعداد تقريرهم بتمويل من البنتاغون ولصالحه. ذكر التقرير بأنّ نهج الحكومة الروسية في تطوير التكنولوجيا العسكريّة مدفوعٌ بشكل رئيسي بالشعور بالتهديد من الولايات المتحدة، مدعماً بالدروس التي تعلمها الجيش الروسي من الصراع الدائر في سورية وأوكرانيا.
وكما ذكر سام بيندت، الباحث المشارك في إعداد التقرير: «هذا جيش مختلف تماماً، من الناحية النوعية على وجه الخصوص. يسعون للمرونة بطرق يفوتنا تقدير قيمتها... جيشهم مختلف عن الذي كان موجوداً قبل 2009، وهو يتقدم ليصبح أكثر تطوراً تكنولوجياً وأكثر تكاملاً. سيصبح أكثر مرونة، وسيستخدم مناهج مختلفة ليحصل على منافعها جميعاً».
يقول جيفري إدموند، الباحث المرموق المشارك بإعداد التقرير: «يجب على البنتاغون أن يعيد النظر في خطته للقتال مع الروس، فهم بحاجة لتجنّب فهمهم القديم للروس الذين يقصفونك بالمدفعية والدبابات. سيستمرون بفعل ذلك، لكن سيفعلونه بطريقة أكثر فاعلية وأكثر تكاملاً».
كما تطرّق التقرير إلى الوضع الجيوسياسي بالقول: «يرى الروس بأنّ الولايات المتحدة ستزرع الاضطرابات الداخلية في بلادهم من خلال محاولة تقويض السلطات الروسية، وخلق حالة من عدم الاستقرار داخل روسيا بهدف إثارة التغيير السياسي، الأمر الذي سيبرر العمل العسكري الأمريكي ضدّهم، وهو ما يدفعهم للاستثمار في المزيد من التطوير التكنولوجي لجميع قطاعات حياتهم».
يضيف التقرير بأنّ الروس يركّزون على تطوير منظومات الإنذار المبكر وأسلحة الدفاع الجوي وإدماجها بأنظمة الذكاء الصنعي، بسبب اقتناعهم بأنّ الولايات المتحدة ستحاول ضربهم من خلال الجو.
ذكر التقرير إحصاءات عن تجارب الجيش الروسي في سورية، فوفقاً له: بحلول تموز 2018 طيّر الروس 23 ألف مهمّة باستخدام طائرات دون طيّار، بمجموع ساعات طيران 140 ألف ساعة. كما طوّر الجيش الروسي، بحسب التقرير، استخدامات الطائرات اللاسلكية «درونز» لمهاجمة سفن العدو وإرسال المعلومات إلى مراكز المعلومات البحرية. كما حذّر التقرير البنتاغون بشدّة من تطوير الروس لتكنولوجيا قادرة على استهداف السفن والغواصات الأمريكية.
كما ذكر التقرير تطوير الجيش الروسي لمضادات الطائرات دون طيار على إثر الهجمات التي تعرّضَت لها القواعد الروسية في سورية بهذا النوع بواسطة الطائرات دون طيّار، وذلك بتطوير وتمكين وسائل الذكاء الصنعي من دراسة التضاريس المحيطة والتصرّف بشكل مستقلّ عند الضرورة.
كما تطرّق التقرير إلى مساعي الجيش الروسي وأهدافه في توفير قدرات معلوماتية تزيد من حماية حياة جنوده ومعداته، مع عدم الإخلال بالطريقة الروسية التقليدية التي تعتمد إنزال الغضب في ساحة المعركة.