ماذا يريد الكيان من «عمليات التحرش» التي يقوم بها مؤخراً؟
منذ مساء اليوم التالي لإعلان الكابينيت «الإسرائيلي» عن وقف إطلاق النار، يوم الخميس الماضي، وحتى اليوم، نشاهد أنّ هنالك جملة من التحرشات التي يقوم بها الكيان اتجاه الفلسطينين وخاصة في القدس وأراضي 48.
بين تلك التحرشات، اقتحام الأقصى بأعداد قليلة من المستوطنيين المحروسين بأعداد مهولة بضخامتها من العسكر الصهيوني. كذلك ما يجري حول محاكمة سلوان التي تهدد بترحيل 86 عائلة في حي بطن الهوى. إضافة إلى استمرار المضايقات في حي الشيخ جراح، والتي كان بينها مثلاً منع الصحفيين من دخول الحي، إضافة إلى عدة حملات اعتقال...
يمكن تفسير هذه الإجراءات جميعها بشكل بسيط بالقول إنها إجراءات انتقامية بعد الخسارة البينة والثقيلة التي تعرض لها في معركة الأحد عشر يوماً... ولكن هنالك بالتأكيد ما هو أبعد وأعمق من ذلك... الظاهر منه على الأقل هو النقاط التالية:
أولاً: هذه الإجراءات هي محاولة لامتصاص النصر المتحقق بالمعنى النفسي عبر الإيحاء بأنّ الممارسات التي كانت قبل الهزيمة «الإسرائيلية»، ستستمر بعدها، بما يوحي بأنّ الهزيمة لم تحصل أصلاً.
ثانياً: هي «استكشاف بالنار» للحدود الجديدة التي يمكن للصهيوني أن يتصرف ضمنها بعد معركة الأحد عشر يوماً... أي هي محاولة لاختبار ومعرفة تموضع الخطوط الحمراء الجديدة التي بكل تأكيد باتت أضيق من السابق بالنسبة لهمجية الكيان وممارسته المتوحشة اتجاه الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم، ولعل المثال الحي الأكثر وضوحاً في إثبات هذه المسألة، هي تأجيل المحكمة «الإسرائيلية» اليوم لقرارها المتعلق بتهجير 86 عائلة من حي بطن الهوى في سلوان... وهو الأمر الذي يثبت أيضاً أنّ شبح صواريخ المقاومة بات جزءاً أساسياً من حسابات الصهيوني لمعادلات 48، وليس فقط معادلات الضفة وغزة.
ثالثاً: الرسالة الخارجية التي يحاول الكيان إرسالها من هذه الإجراءات، هي أنه لن «يساوم» على استمراره في سلوكه الاستيطاني نفسه... ولكنّ ضيق الخطوط الحمراء الجديدة يجعل من هذه الرسالة مثار سخرية من كل من يقرؤها.
رابعاً: ضمن المعادلات الداخلية للكيان، ليس من المستعبد أنّ نتنياهو وفريقه، يحاولون امتصاص الآثار المباشرة للهزيمة، والتي ستقع على رؤوسهم بالذات، أكثر من أي رؤوس أخرى...