استخدام سنودن لسرقة بيانات أكثر
جون هوكنز جون هوكنز

استخدام سنودن لسرقة بيانات أكثر

سنودن، عميل الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي فرّ إلى هونغ كونغ ونشر في مقابلة مع صحيفة الغارديان وثائق سريّة مسروقة عن أعمال التجسس الأمريكية على حلفائها قَبْل أعدائها، وعلى المواطنين الأمريكيين قَبْل مواطني الدول الأخرى، كان قد جرّب قبل ذلك أنْ ينشر وثائقَه في صحيفة النيويورك تايمز الأكثر شهرة بين المتابعين الأمريكيين، ولكنّه عَدَلَ عن رأيه، فلماذا؟ وهل تسمح لك خوارزميّات أمازون وغوغل بالتعليق فقط لأنّها «ترحِّبُ برأيك»؟ الأجوبة في هذا التقرير...

ترجمة : قاسيون

يعود سبب عدول سنودن عن خطّة النشر في نيويورك تايمز إلى عدم ثقته بأنّهم سيستجيبون. ففي تشرين من عام 2004، قامت النيويورك تايمز بإلغاء مقالة كتبها جيمس رايزن كشفت عن شبكة حكومية غير قانونية للاتصالات الإلكترونية الأمريكية. كان من المخطط أن تنشر هذه المقالة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2004، لكنّ رئيس تحرير الصحيفة بيل كيلر استشار إدارة بوش وقرّر معهم أنّ المعلومات ستضرّ بالأمن القومي. ثمّ بعد عام عندما عُرِفَت القصّة، تسبَّبت بغضبٍ سياسيّ واحتجاجٍ شعبيّ.

أعاد كتاب «صندوق سنودن» للكاتبين جيسيكا بردر وديل ماهاريدج، التركيزَ على هذه الأحداث، وقام بنشر قصصٍ أحدث عن استغلال قصّة سنودن للاستيلاء على المزيد من البيانات الخاصة وتطبيق وسائل مراقبة أكثر التواءً.

وفي قسم أكثر إثارة، يروي الكتاب قصّة الصحفيَّين اللذين قابلا سنودن «بويتراس وغرينوالد»، واللذين أصبحا مشهورَين على إثرها. دعا الملياردير بيير أوميديار، مالك موقع Ebay الصحفيَّين وكلّفَهما بالتحضير لكتابٍ مبنيّ على قصّة سنودن بعنوان «المعتَرِض The Intercept». استقطب المشروع بعضاً من أفضل المواهب الصحفية لدى النيويورك تايمز والواشنطن بوست وأماكن أخرى شهيرة، وتمّ التسويق له بوصفه مناهضاً للمنظومة.

لكن كان هناك إشكاليّة منذ البدء، فقد كانت شروط الاستخدام واضحة في أنّ تعليقات القرّاء ووجودهم سيتم تفحّصها ومراقبتها بواسطة خوارزميات موقعَي أمازون وغوغل. كانت هذه المراقبة مريبة للكثير من الأسباب، ومن أبرزها أنّ قرّاء الكتاب والمعلقين عليه سيشملون بعضاً من أكثر مَن تريد الوكالات الأمنية جمع ومراقبة بياناتهم.

ربّما الأكثر إثارةً للسخرية أنّ غرينوالد الحائز على جائزة بوليتزر عن قصّة سنودن، وقّع صفقة للترويج لكتابه المبنيّ على القصة ذاتها والمعنون «لا مكان للاختباء». يحصل متابعو الموقع على فرصة الحصول على الكتاب مجاناً مقابل التسجيل في قائمة موقع أمازون. التفاصيل المطلوبة للتسجيل تجعل أدقّ بيانات طالب التسجيل مباحةً لأمازون. تعني صفقات كهذه إعطاء الحق لهذه المواقع للحصول على المعلومات الخاصة بالأشخاص، ضاربة بالحائط المعلومات الواردة في الكتاب نفسه عن جهات جمع البيانات والمعلومات.

ذكر الكتاب تجربة الكاتبة الأخرى لمقال سنودن: لورا بويترس، مع موقع أمازون، حيث تمّ إخبار لورا بويترس بأنّه في حال عقدت الصفقة ستمتلك الشركة مالكة الموقع جميع حقوق النشر والأرشفة والتعديل».

والأكثر إثارة للسخرية على إطلاق هو أنّ لورا بويترس، حصلت على تعويضات أقلّ بكثير من زميلها غرينولد، بفارقٍ يصل إلى مئات آلاف الدولارات.

 

بتصرّف عن: Time for a New Box