موقع «ديبكا» الصهيوني: لا نصرَ لـ«إسرائيل» وعليها الاستسلام من طرف واحد
«ديبكا» «ديبكا»

موقع «ديبكا» الصهيوني: لا نصرَ لـ«إسرائيل» وعليها الاستسلام من طرف واحد

أخذت تتزايد المقالات والتحليلات والتصريحات في أوساط كيان العدوّ، وعلى المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية، عن أنّه لم يعد مطروحاً «انتصار إسرائيل» بتحقيق أهدافها من الحرب العدوانية التي تشنّها على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، والتي تواجه صموداً بطوليّاً من الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية، بحيث بات واضحاً أنّ خطاب العدوّ أخذ يمهّدُ أو يواكِبُ عملية نزوله «عن شجرة» عنجهيّته، وبات اليوم يبحث عن مخارج من مأزقه، وعن "سقوف" أدنى. وفي هذا السياق، وكأحد الأمثلة على هذا الواقع، كشف موقع «ديبكا» الاستخباراتي-العسكري الصهيونيّ الذي يتّخذ من القدس المحتلة مقرّاً له، من خلال مقالٍ تحليليّ نشره على موقعه بعد ظهر اليوم الأربعاء، اطّلعت عليه قاسيون، أنّ قادة جيش الاحتلال «متردّدون في إنهاء حملتهم العسكرية التي استمرّت 10 أيام» على قطاع غزة «دون تحقيق نصر مُذهِل» بـ«سحق» قوى المقاومة الفلسطينية المسلّحة.

وذكر الموقع بأنّ جيش الاحتلال اعترف اليوم الأربعاء، 19 أيار، بأنّه فشل في محاولتين جديدتين لـ«اغتيال القائد الأعلى للجناح العسكري لحركة حماس، الأيقونيّ، المراوِغ محمد ضيف»، ورأى مقال «ديبكا» أنّه لو تمّ اغتيال هذا القائد فإنّ العملية العسكرية لجيش العدوان «كانت ستختتم بنجاح باهر» وفق رأي «ديبكا».

وأضاف الموقع «الإسرائيلي» بأنّ «الطريقة الوحيدة التي كان من الممكن أن يُمسَك بها ضيف كانت عن طريق غزو برّي يؤدّي إلى احتلال جزء من أراضي غزة وأسر قادة حماس». وتابَع «مِن خلال اقتصار العملية على الضربات الجوية – وإن كانت تستند إلى معلومات استخبارية عميقة – فقد شطب الجيش الإسرائيلي العمليةَ البرية من خطّته الرئيسيّة وشطبَ معها احتماليَّة تحقيق نصرٍ واضح».

وأشار مقال «ديبكا» إلى أنّه سبق أنْ «واجهت الجيوش الأخرى المأزق نفسه: الحروب لا تكسبها القوة الجويّة وحدها. إنّ الضربات الجوية المتطورة للغاية والدقيقة والمدمِّرة التي شنّها الجيش الإسرائيلي لم تَهزِمْ حماس أو تسقطْها». ولفتَ أيضاً إلى أنّ جنرالات جيش العدوّ قد استندوا في تقديراتهم إلى افتراضٍ خاطئ: وهو أنّ حجم الدّمار الكبير الناتج عن العدوان سوف يصدم المقاومين ويدفعهم إلى الاستسلام.

وحول قدرات المقاومة الفلسطينية التي ظهرت خلال التصدّي والردّ على عدوان الاحتلال هذه المرّة، ولا سيّما قوتها الصاروخية، اعترف المقال بتطوّرها الواضح قائلاً بأنّ «الوضع تغيّر كثيراً» عن أيام حرب تموز 2006.

وأشار المقال «الإسرائيلي» إلى أنّ كلمة «النصر» ليست هي «التسمية» المناسبة لـ«نهاية اللعبة» من ناحية النتيجة التي سيحصل عليها جيش الاحتلال.

وتابع بأنّ «الأكثر منطقية» بالنسبة لـ«إسرائيل» ولاستراتيجيتها العسكرية الآن هو أنّها «يجب عليها محاولة الضغط على القوى العالمية والحكومات العربية للمضي قدمًا في نزع السلاح من قطاع غزة» وفقاً للمقال، والذي عبّر كذلك عن «آمال» العدوّ بأن يتمّ تجريد قوى المقاومة الفلسطينية المسلّحة في قطاع غزة «طوال الوقت من أسلحتها الثقيلة وخاصة الصواريخ وقذائف الهاون». ولكنه أضاف بعد ذلك مباشرةً بأنّ «هذا الاقتراح غير مطروح على الطاولة، ولذلك سيتعين على إسرائيل أن تستسلم لإنهاء حملتها في غزة على أمل بضع سنوات من الهدوء المضطرب، مع قبول أنه كلما كشفت استخباراتها عن مخزون جديد من الصواريخ والقاذفات أو إنتاج الأسلحة، فإنّ على القوة الجوية العودة إلى سماء غزة وتدميرها» وفقاً للمقال.

هذا وحاول المقال على ما يبدو أنْ يضفي لمسة من «رفع معنويات» وهميّ على الكلام السابق الذي يقرّ عملياً بالهزيمة، بأنْ أضاف جملة تقول «وأيّ فلسطيني يطلق صواريخ على إسرائيل سيشعر مرة أخرى بالنهاية الحادة لردّ إسرائيل»، ليختتم موقع العدوّ الاستخباراتي-العسكري هذا مقاله بالقول «هذه النظرة أكثر واقعية من سيناريو النصر الافتراضي».

 

المصدر: Israel should unilaterally cease fire and seek global support for Gaza’s demilitarization

 

آخر تعديل على الأربعاء, 19 أيار 2021 17:38