تقرير رسمي: أمريكا تضغط لعدم شراء اللقاح الروسي
مع وصول وفيات البرازيل جرّاء كورونا إلى 275 ألف إنسان، كشفت الوثائق بأنّ واشنطن ضغطت على الحكومة البرازيلية لمنعها من شراء اللقاح الروسي سبوتنيكV – وهو القرار الذي كلّف حياة الكثيرين.
ترجمة: قاسيون
نشرت وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية تقريرها السنوي عن عام 2020. يكشف التقرير في الصفحة 48 بشكل صادم كيفية قيام الولايات المتحدة بالضغط على البرازيل لرفض لقاح سبوتنيك الروسي.
تحت العنوان الفرعي: «محاربة التأثيرات الخبيثة في الأمريكيتين» أعلن التقرير حرفياً:
«استخدم مسؤولو الحكومة رفيعو المستوى العلاقات الدبلوماسية في منطقة الأمريكيتين لتثبيط الجهود التي تبذلها الدول، بما في ذلك كوبا وفنزويلا وروسيا، لزيادة نفوذها في المنطقة على حساب سلامة الولايات المتحدة وأمنها. نسّق المسؤولون مع بقيّة الوكالات الحكومية الأمريكية لتعزيز الروابط الدبلوماسية وتقديم المساعدة الإنسانية والتقنية لمنع دول المنطقة من قبول المساعدة من هذه الدول ذات النوايا السيئة. تضمّ الأمثلة استخدام مكتب الملحق الصحي في البرازيل لإقناعها برفض لقاح كوفيد-19 الروسي، وكذلك تقديم المساعدة التقنية لبنما كي لا تقبل عرض حضور أطباء كوبيين إليها».
يبدو صادماً أيضاً قيام الولايات المتحدة بمنع بنما من قبول الأطباء الكوبيين الذين كانوا على الخطّ الأمامي لمقارعة الوباء في أكثر من 40 دولة.
وإضافة لاستخدام مكتب الملحق الصحي في البرازيل، حاولت الولايات المتحدة القيام بالمثل في مناطق محددة من الصين، وفي الهند والمكسيك وجنوب إفريقيا.
توضّح الوثائق الرسمية الطريقة التي تنظر فيها واشنطن إلى الصحة العالمية ضمن منظور القوة الصارمة، وكم أنّها على استعداد للتضحية بأرواحٍ لا حصر لها من أجل حرمان منافسيها من تخطيها.
عانت البرازيل من أسوأ عدد وفيات بكوفيد-19، بعد الولايات المتحدة. خلال 2020 رفضت الحكومة البرازيلية السعي للحصول على أيّ لقاح عدا أسترا-زينيكا، الأمر الذي حيّر جميع الخبراء الطبيين. مجموعة من الحكومات المحلية طلبت بشكل خطي استقالة وزير الصحة قائلة: «قيادته لم تؤمن بالتلقيح كوسيلة للخروج من الأزمة، ولم تقم بالتخطيط اللازم للحصول على اللقاحات».
لكن بعد الارتفاع الكبير في أعداد الوفيات، اضطرّ بولسنارو متأخراً هذا العام لفتح المفاوضات للحصول على لقاحات سبوتنيك الروسية.
كشفت وثائق سريّة أخرى تمّ تسريبها مؤخراً عن ضغوط مارستها حكومة المملكة المتحدة وشركات التعدين البريطانية على الحكومة البرازيلية كي تقبل فقط بلقاح أسترا-زينيكا، لتنضم إلى الولايات المتحدة في كونها تعمل لحماية مصالح الشركات الدوائية متعددة الجنسيات في أمريكا اللاتينية.
لكنّ هذه الوثائق قد لا تكون سوى واحدة من حلقات الفضائح التي تكشف تدخل الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
عن: Exclusive: Washington pressured Brazil not to buy ‘malign’ Russian vaccine