الصين لا تهتم بالعقوبات لمن يريد شراكتها – كوبا مثالاً
دونالد كانتون دونالد كانتون

الصين لا تهتم بالعقوبات لمن يريد شراكتها – كوبا مثالاً

منذ انتصار الثورة الكوبية، كانت الصين مستعدة لمدّ يد العون كلّما أبدت الدولة الكوبيّة استعدادها لذلك. وكان ذلك دائماً على منهج ربح-ربح للطرفين.

بقلم: دونالد كانتون

ترجمة: قاسيون

في الستينيات، كانت الأشكال الرئيسة للمساعدة الصينية المقدمة لكوبا هي التجارة التفضيلية والقروض دون فوائد. من عام 1961 إلى 1965 منحت الصين كوبا قرضاً دون فوائد بقيمة 60 مليون دولار ووقعت معها اتفاقية تعاون اقتصادي شاملة. وكما نصت الاتفاقية لم يتم دفع القرض نقوداً، فقد اشترت الصين مليون طن من السكر الكوبي الخام وبالمقابل منحتها مجموعة متكاملة من الأدوات التكنولوجية المتقدمة ودرّبت 200 فني كوبي في الصين.

ثمّ في 1963 منحت الصين قرضاً طويل الأجل دون فوائد لكوبا. وفي 1964 وقّع الجانبان اتفاقية تجارية ثانية نصّت على تزويد الصين لكوبا بالأرز وفول الصويا والدهون واللحوم المعلَّبة والمنتجات الكيماوية والآلات الصناعية والمعدات الزراعية والسلع الأخرى لفترة طويلة، وبالمقابل ستصدّر كوبا السكر الخام والنيكل والنحاس، وكلّ ذلك ضمن مراعاة تفضيلية كبيرة للمنتجات الكوبية.

وبهدف كسر الحصار الإعلامي الأمريكي على كوبا، أرسلت الحكومة الصينية على الفور خبراء لمرافقة وتركيب أجهزة إرسال عالية الطاقة ومحطات إرسال ومعدات لتوليد الطاقة تمّ التبرع بها من الصين، وذلك حتّى تتمكن وكالة أنباء أمريكا اللاتينية الكوبية من الاستمرار في العمل والحفاظ على التواصل مع العالم الخارجي.

وقد استفادت كوبا طوال العقدين التاليين من أشكال محددة للمساعدة الصينية، فلدى الصين نموذج لمشاريع تعاون فني صغيرة توفر من خلالها المعدات التكنولوجية وترسل الخبراء للبلد المتلقي. وفي الوقت نفسه تقبل موفدين عن البلد لتلقي التدريب والدراسة الفنيين في الصين. وكذلك إرسال خبراء زراعيين صينيين لإرشاد الفلاحين لزراعة الأرز وتزويدهم بالمعدات واللوازم المتبقية لإنجاح هذه العملية.

ثمّ في أواخر التسعينيات ظهر شكل جديد مطوّر من التعاون، حيث استثمرت الصين بكثافة في كوبا لتحسين مرافق النقل الأساسية وإمدادات الطاقة.

واعتباراً من 2004 وافقت الصين على استثمارات بقيمة 500 مليون دولار في المنشآت الصناعية في كوبا، حيث يمتلك المنتجون الكوبيون 51% من أسهم المشاريع المنشأة، وتمتلك الحكومة الصينية 49%، ويتم تغطية هذه المشاريع كلياً بـ «ائتمان الصادرات الصيني».

في بداية 2006 وقّعت حكومة كوبا عقداً لشراء ألف حافلة صينية و30 ألف ثلاجة، ومائة عربة قطار بسعر تفضيلي 130 مليون دولار.

في 2007 كان لدى الجانبين 200 مشروع تعاون في مجال التكنولوجيا والعلوم وخاصة في مجال التكنولوجيا الحيوية.

ازداد التعاون في الاتصالات والحوسبة والأمن السيبراني بعد توقيع مذكرة التفاهم في هذا المجال في 2014، والذي بموجبه يتم تدريب طواقم الموارد البشرية والشركات التكنولوجيّة الكوبية في الصين. من المنتظر أن تستمر كوبا في تعزيز مشاركتها في مبادرة الحزام والطريق الصينية تبعاً لأهمية طريق الحرير الرقمي في الصين كمنصّة متعددة الأطراف لتعزيز التنمية الاقتصادية والتكنولوجية للدول المشاركة.

كنتيجة: كلّ ما تمّ ويتم يعتمد على مدى رغبة الحكومة الكوبية بالإصلاح والانفتاح على الصين. فدور الصين يتمثّل بتوفير رأس المال والتكنولوجيا، وهي دائماً على استعداد لتحمّل المخاطر الاقتصادية الناجمة عن الحظر الاقتصادي الأمريكي المستمر.

بتصرّف عن: Partners: China and Cuba

 

 

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 23 شباط/فبراير 2021 21:19